حرمة؟ قالوا بلدنا هذا، قال فإن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا، هل بلغت؟ قالوا: نعم. قال: اللهم اشهد.
[الإفاضة لطواف الصدر]
ثم ركب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأفاض إلى البيت فطافوا ولم يطوفوا بين الصفا والمروة فصلى بمكة الظهر، فأتى بني عبد المطلب يسقون على زمزم فقال:"انزعوا بني عبد المطلب، فلولا أن يغلبكم الناس على سقايتكم لنزعت معكم" فناولوه دلواً فشرب منه (١).
عباد الله! أما الدروس والعظات والعبر التي تؤخذ من حجة الوداع فهي:
أولاً: تحديد مصدر التلقي، ففي حجة الوداع، حدد النبي- صلى الله عليه وسلم - مصدر التلقي الذي يجب على الأمة أن ترجع إليه، وذلك عندما قال لهم:"خذوا عني مناسككم"، وقال لهم:"تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمت به؟ كتاب الله".
عباد الله! وكما قال - صلى الله عليه وسلم - في الحج قال في الوضوء:"من توضأ نحو وضوئي هذا" وقال أيضاً في الصلاة: "صلوا كما رأيتموني أصلي".
فعلى الأمة أن تأخذ دينها من الكتاب والسنة، حتى لا تضل عن الصراط المستقيم لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله وسنتي".
وعلى المسلمين أن يفهموا الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة؛ أصحاب محمَّد - صلى الله عليه وسلم - ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، قال تعالى: {وَالسَّابِقُونَ
(١) "حجة النبي- صلى الله عليه وسلم - كما رواها جابر - رضي الله عنه -" للشيخ الألباني.