عباد الله! موعدنا في هذا اليوم -إن شاء الله تعالى- مع اللقاء الثاني والثلاثين من سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وحديثنا في هذا اللقاء سيكون عن غزوة بدرٍ الكبرى وهي الغزوة العظيمة التي فرق الله فيها بين الحق والباطل.
وأعزَّ الإِسلام وأهله وأذلَّ الكفر وأهله.
عباد الله! وحديثنا عن غزوة بدرٍ سيكون حول العناصر التالية:
[العنصر الأول: بين يدي الغزوة.]
العنصر الثاني: يوم الفرقان يوم التقى الجمعان.
العنصر الثالث: نتائج الغزوة.
[العنصر الأول: بين يدي الغزوة.]
وصلت الأنباء إلى المدينة أن قافلة ضخمةً لقريش عائدةٌ من الشام إلى مكة تحمل لأهلها الثروة الطائلة، يقودُها أبو سفيان بنُ حربٍ مع رجالٍ لا يزيدون عن الثلاثين أو الأربعين.
ولذلك قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه:"هذه عيرُ قريش، فيها أموالهم، فاخرجوا إليها لعلّ الله ينفلكموها"(١)
وأراد الرسول - صلى الله عليه وسلم - بذلك أن يضرب قريشاً ضربة اقتصادية تقصم
(١) قال الشيخ الألباني: حديث حسن، انظر "فقه السيرة" (ص ٢١٨).