[الخطبة الثانية عشرة: أذية قريش لأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -]
أيها الإخوة عباد الله! موعدنا في هذا اليوم -إن شاء الله تعالى- مع لقاء جديد من سيرة المصطفى - صلى الله عليه وسلم -.
وحديثنا في هذا اللقاء سيكون عن أسلوب جديد من أساليب الصد عن دين الله ألا وهو أذية قريش لأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
عباد الله! رسولنا - صلى الله عليه وسلم - في مكة يدعو الناس جهراً إلى (لا إله إلا الله) وإلى عبادة الله، ويحذرهم من الشرك، وكفار مكة يعملون بالليل والنهار؛ ليصدوا الناس عن هذا الدين الجديد، فهم ينتقلون من أسلوب إلى أسلوب؛ لمنع الناس من الدخول في هذا الدين الجديد.
عباد الله! بيّنا في الجمعة الماضية كيف اعتدوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليصدوه عن دعوته الجديدة ولكنهم فشلوا في ذلك.
وها هم ينتقلون إلى أسلوب جديد ألا وهو الاعتداء على أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليصدوهم عن هذا الدين الجديد.
عباد الله! تعالوا بنا لنستمع إلى صور من الاعتداءات على أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مكة.
أولاً: عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: "كان أول من أظهر إسلامه سبعة: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأبو بكر، وعمار، وأمه سمية، وصهيب، وبلال، والمقداد فأما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمنعه الله بعمه أبي طالب، وأما أبو بكر فمنعه الله بقومه، وأما سائرهم فأخذهم المشركون، وألبسوهم أدرع الحديد،