[الخطبة الثامنة والعشرون: وفاء المسلمين وغدر وخيانة اليهود]
عباد الله! موعدنا في هذا اليوم -إن شاء الله تعالى- مع لقاء جديد من
سيرة المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، وحديثنا في هذا اللقاء سيكون عن وفاء المسلمين وغدر وخيانة اليهود.
عباد الله! عندما وصل النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة مهاجراً من مكة انشغل بما يلي:
أولاً: صلة الأمة بالله، فبادر - صلى الله عليه وسلم - إلى بناء المسجد كما ذكرنا، لتظهر فيه شعائر الإِسلام التي طالما حوربت، ولتقام فيه الصلوات التي تربط المرء بربه، وتنقى القلب من أدران الأرض، ودسائس الحياة الدنيا.
ثانياً: صلة الأمة بعضها ببعض، فآخى النبي - صلى الله عليه وسلم - بين المهاجرين والأنصار أخوة تمحى من خلالها كلمة (أنا)، ويتحرك الفرد فيها بروح الجماعة ومصلحتها وآمالها، فلا يرى لنفسه كياناً دونها ..
ومعنى هذا الإخاء أن تذوب عصبيات الجاهلية، فلا حمية إلا للإسلام، وأن تسقط فوارق النسب واللون والوطن، فلا يتأخر أحد أو يتقدم إلا بمروءته وتقواه.
ثالثاً: صلة الأمة بالأجانب عنها، ممن لا يدينون دينها، أخص بالذكر "اليهود" الذين استوطنوا المدينة في ذلك الوقت.
عباد الله! وحديثنا عن وفاء المسلمين وغدر وخيانة اليهود سيكون حول العناصر التالية:
العنصر الأول: الإِسلام دين السلام والأمن والأمان، يأمر بالوفاء وينهى عن الخيانة والغدر.