عباد الله! ولذلك ضرب لنا الرسول- صلى الله عليه وسلم - والمسلمون من بعده مثلاً أعلى في الوفاء بالعهود، استجابة لأمر الله ولأمر رسوله - صلى الله عليه وسلم -.
[العنصر الثاني: موقف اليهود من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عندما وصل إلى المدينة.]
عباد الله! اليهود شعب مجرم لا يحب إلا نفسه، ولا يعرف إلا مصالحه؛ يعيش على حساب خراب بيوت الآخرين، دائماً يُشعلون نار الحرب بين القبائل قديماً وبين الدول حديثاً.
واليهود في المدينة هم الذين كانوا يشعلون نار الحرب بين الأوس والخزرج، فلما جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة بالإِسلام، عرفوا وأيقنوا أن هذا الدين الجديد يقضي على مصالحهم الخبيثة، فنظروا إلى الرسول- صلى الله عليه وسلم - والإِسلام نظرة حقد وحسد وبغض ولكنهم لم يستطيعوا أن يظهروا ذلك في أول الأمر.
ويظهر لنا ذلك من قصة إسلام عبد الله بن سلام عندما أرسل النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى اليهود فجاءوا فقال لهم رسول الله- صلى الله عليه وسلم -: "يا معشر اليهود؛ ويلكم اتقوا الله وأسلموا، فوالله الذي لا إله إلا هو لقد علمتم أني رسول الله حقاً، وأني قد جئتكم بالحق من عنده"
فقالوا: ما نعلمه -وهذا يدل على ما في قلوبهم- علماً أنهم يعرفون رسول الله- صلى الله عليه وسلم - حقاً كما يعرفون أبناءهم.
وعندما قال لهم: "أرأيتم إن أسلم عبد الله بن سلام؟
قالوا: حاشا لله ما كان ليسلم.
وعندما قال لهم عبد الله بن سلام: يا معشر اليهود! اتقو الله فوالله الذي