عباد الله! وموعدنا في هذا اليوم -إن شاء الله تعالى- مع لقاء جديد من سيرة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وحديثنا في هذا اللقاء سيكون عن مشروعية القتال.
وكلامنا عن مشروعية القتال سيكون حول العناصر التالية:
العنصر الأول: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون قبل مشروعية القتال
العنصر الثاني: مشروعية القتال.
العنصر الثالث: السرايا والغزوات التي تحركت من المدينة بعد الإذن بالقتال.
[العنصر الأول: رسول الله- صلى الله عليه وسلم - والمسلمون قبل مشروعية القتال]
عباد الله! أرسل الله رسوله إلى الناس جميعاً، وأمره أن يدعو إلى الهدى ودين الحق، فلبث في مكة يدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، عباد الله! فقابل كفار مكة هذه الدعوة بالصد والاعتداء على رسول الله- صلى الله عليه وسلم - وعلى أصحابه، والله -عز وجل- يأمر رسوله - صلى الله عليه وسلم - أن يقابل هذا الاعتداء؛ بالصبر، والعفو، والصفح الجميل.
قال تعالى:{وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا}[الطور: ٤٨]، وقال تعالى: {فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (٨٩)} [الزخرف: ٨٩]، وقال تعالى: {فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ (٨٥)} [الحجر: ٨٥]، وقال تعالى:{قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ}[الجاثية: ١٤].