للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشاهد: أنه نصرهم سبحانه وتعالى على أصحاب الفيل وهم مشركون.

ولما خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - زمن الحديبية حتى إذا كان بالثنية التي يهبط عليهم منها بركت به راحلته، فقال الناس: حَل حَل- كلمة تقال للناقة إذا تركت السير -فألحت- أي تمادت على عدم القيام وهو من الإلحاح فقالوا: خلأت القصواء، خلأت القصواء -أي حرنت- فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ما خلأت القصواء، وما ذاك لها بخُلق، ولكن حبسها حابسُ الفيل" (١).

ولما فتح الله -عز وجل- على رسوله مكة قام في الناس فحمد الله وأثنى عليه، وقال: "إن الله حبس عن مكة الفيل، وسلط عليها رسوله والمؤمنين" (٢)، وفي ذلك إشارة إلى قصة أصحاب الفيل.

[العنصر الثالث: دروس وعظات وعبر.]

عباد الله! نقول على سبيل الاختصار:

أولاً: الكعبة هي بيت الله وهي أول بيت وضع للناس، من حاول أن يعتدي عليها أهلكه الله عز وجل.

قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (١) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (٢)} [الفيل: ١ - ٢]، وقال تعالى: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (٢٥)} [الحج: ٢٥].

ولذلك نقول لأعداء الإِسلام ولكل من يحاول أو تسول له نفسه أن


(١) رواه البخاري (رقم ٢٧٣١، ٢٧٣٢).
(٢) متفق عليه، رواه البخاري (رقم ١١٢)، ومسلم (رقم ١٣٥٥).