للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٥الخطبة الثامنة: إشراق شمس النبوة

عباد الله! موعدنا في هذا اليوم -إن شاء الله تعالى- مع لقاء جديد من سيرة المصطفى - صلى الله عليه وسلم -.

وحديثنا في هذا اللقاء سيكون عن إشراق شمس النبوة؛ عن مرحلة بدء الوحي.

أمة الإِسلام! رسولنا - صلى الله عليه وسلم - يقترب سنه من الأربعين سنة، وكان - صلى الله عليه وسلم - قبل البعثة يسلم عليه الحجر والشجر والجبال.

عن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إني لأعرف حجراً بمكة كان يُسَلِّم عليَّ قبل أن أبعث، إني لأعرفه الآن" (١).

وعن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: "كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمكة، فخرج في بعض نواحيها، فما استقبله شجر ولا جبل إلا قال: السلام عليك يا رسول الله! ".

وفي رواية: "لقد رأيتني أدخل معه الوادي، فلا يمر بحجر ولا شجر إلا قال: السلام عليكم يا رسول الله! وأنا أسمعه" (٢).

عباد الله! رسولنا - صلى الله عليه وسلم - قبل البعثة كان يحب الخلاء والعزلة والانفراد عن قومه، لما يراهم عليه من الضلال المبين من عبادة الأوثان والسجود للأصنام وقويت محبته للخلوة عند اقتراب نزول الوحي، وكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح كل ذلك مقدمات النبوة.


(١) رواه مسلم (رقم ٢٢٧٧).
(٢) "صحيح السيرة النبوية" الألباني (ص٩٥).