عباد الله! وهذه الآية الكريمة هي الآية الأخيرة من (سورة الفتح) التي قال الله فيها لرسوله - صلى الله عليه وسلم -: {إِنَّا فَتَحنَا لَكَ فَتحًا مُّبِينًا (١)} وهذا اليوم الذي نبدأ فيه هذه السلسلة من المواعظ: هو اليوم الأول من السنة الهجرية لعام ألفٍ وأربع مئة وثلاثة وعشرين (١٤٢٣هـ)، وهذا يوم يذكرنا بهجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - من مكة إلى المدينة ليقيم دولة الإِسلام في المدينة، والتي فتح من خلالها قلوب العباد والبلاد؛ فبهذه المناسبة -نسأل الله -تبارك وتعالى- فهو الجدير بالإجابة- أن يجعل هذه السلسلة من المواعظ سبباً لهجرة المسلمين إلى ربهم ليعبدوه وحده، ولا يشركوا به شيئاً، وإلى سنة رسولهم ليتبعوه وحده ويبتعدوا عن البدع والخرافات، وأن يعودوا إلى منهج الصحابة - رضي الله عنهم - وأن يتركوا السبل القصيرة التي على كل سبيل منها شيطان يدعُ الناس إليه، وأن يكون ذلك سبباً للفتح المبين ولنصر المسلمين على أعداء الدين إنه ولي ذلك والقادر عليه.