العنصر الثالث: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والجيش الإِسلامي في طريقهم إلى مكة وأحداث الطريق.
عباد الله! خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالجيش الإِسلامي من المدينة، في رمضان من السنة الثامنة للهجرة في عشرة آلاف مقاتل.
وخرج- صلى الله عليه وسلم - صائماً، وصام الجيش معه، حتى إذا كان بالكديد- مكان بين مكة والمدينة -أفطر- صلى الله عليه وسلم -وأظهر فِطرهُ أمام الجيش ليروه ليقتدوا به فيفطروا، فلما رأوه قد أفطر أفطروا، ومازال رسول الله- صلى الله عليه وسلم - يفطر في رمضان عام الفتح، ويقصر الصلاة حتى رجع إلى المدينة.
عباد الله! الجيش الإِسلامي بقيادة رسول الله- صلى الله عليه وسلم - في طريقه إلى مكة.
وفي الطريق: يلتقي العباس بن عبد المطلب عمُّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بجيش المسلمين، وذلك عندما خرج العباس بعياله مُهاجراً من مكة إلى المدينة، وهو لا يدري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قادمٌ من المدينة فلقي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الطريق فلزمه، وكان العباس مسلماً ولكنه كان مقيمًا في مكة.
عباد الله! وفي الطريق: نزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بجيش المسلمين في مكان بالقرب من مكة يُسمى "مرَّ الظهران" بالليل. فنزل الجيش، ونصبت الخيام، وأُوقدت النيران في معسكر يضم عشرة آلاف مقاتل، حتى أضاء منها الوادي، وفي هذه الليلة خرج أبو سفيان عظيم قريش وحكيم بن حزام وبُديل بن ورقاء يلتمسون الأخبار، فلما رأوا تلك النار قال أبو سفيان: كأنها نيران عرفة، فقال حكيم بن حزام: كأنهم بنو عمرو فقال أبو سفيان: بنو عمرو أقل من هذا.
وبينما هم يتحدثون إذ مرَّ عليهم عيون رسول الله- صلى الله عليه وسلم - فأخذتهم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فوقع ثلاثة من كبراء مكة أسرى للجيش الإِسلامي.