للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الخطبة الخامسة عشرة

قريش تعود إلى أسلوب الخنق والتضييق والتعذيب مما جعل كثيراً من المسلمين يهاجرون إلى الحبشة فراراً بدينهم من الفتنة

عباد الله! موعدنا في هذا اليوم إن -شاء الله تعالى- مع لقاء جديد من سيرة المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، وحديثنا في هذا اللقاء سيكون عن أسلوب جديد من أساليب الصد عن دين الله، ألا وهو أسلوب الخنق والتضييق والتعذيب والمطاردة، مما جعل كثيراً من المسلمين في مكة يهاجروا إلى الحبشة فراراً بدينهم من الفتنة.

عباد الله! رسولنا - صلى الله عليه وسلم - في مكة يدعو الناس سراً وجهراً، ليلاً ونهاراً إلى عبادة الله -عز وجل-، وإلى عقيدة التوحيد، ويحذرهم من الشرك ومن عبادة الأوثان.

وكفار مكة ينتقلون من أسلوب إلى أسلوب؛ ليصدوا الناس عن دين الله، ويصدوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن دعوته الجديدة، ومع ذلك الناس يدخلون في دين الله، ويتبعون رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

عباد الله! بعد ما فشلت قريش في جميع الأساليب، لجأت مرةً أخرى إلى أسلوب الخنق والتضييق والاضطهاد والتعذيب للمسلمين، مما جعلهم يهاجرون إلى الحبشة فراراً بدينهم من الفتن.

تقول أم سلمة -رضي الله عنها-: "لما ضاقت (مكة)، وأوذي أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفتنوا، ورأوا ما يصيبهم من البلاء والفتنة في دينهم، وأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يستطيع دفع ذلك عنهم، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في منعة من قومه ومن عمه، لا يصل إليه شيء مما يكره ومما ينال أصحابه؛ فقال لهم