للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نفسه يا رسول الله؟ قال: "يتعرض لما لا يطيق من البلاء" (١).

ثانياً: ومن الدروس والعظات والعبر التي تؤخذ من هذا الحديث العظيم - النصر للمؤمنين، والعاقبة للمتقين، والمستقبل لهذا الدين.

رسولنا - صلى الله عليه وسلم - في مكة يدعو الناس إلى عبادة الله، ويحذرهم من الشرك، والصحابة الكرام - رضي الله عنهم - يعانون أشد ألوان الأذى، والرسول - صلى الله عليه وسلم - يمر على أصحابه، وهم يعذبون بأيدي الكفار فيأمرهم بالصبر ويبشرهم بالجنة ويخبرهم أن النصر لهم وأن العاقبة لهم وأن المستقبل لهذا الدين.

١. قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لخباب - رضي الله عنه -: "والله ليتمنّ الله هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت، لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه".

ويبشرهم - صلى الله عليه وسلم - وهم في هذه اللحظة يعذبون فيقول لهم: "إنكم ستفتحون مصر والشام والعراق واليمن" بل بشرهم أنكم ستفتحون الدنيا من مشرقها إلى مغربها، وقد صحت الأحاديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتحقق ما وعد به وما زال يتحقق حتى تقوم الساعة.

٢. وقال - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله زوى لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوى لي منها" (٢).

٣. وقال - صلى الله عليه وسلم -: "ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين، بعز عزيز أو بذل ذليل، عزاً يعز الله به الإِسلام، وذلاً يذل به الكفر" (٣).


(١) "صحيح سنن الترمذي" (٢٢٥٤).
(٢) رواه مسلم (رقم ٢٨٨٩).
(٣) صحيح، انظر "تحذير الساجد" الألباني (ص ١١٩).