للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال - صلى الله عليه وسلم -: "من اقتطع" -أي أخذ- "حق امرئ مسلم بيمينه فقد أوجب الله له النار، وحرم عليه الجنة"، فقال رجل: وإن كان شيئاً يسيراً يا رسول الله؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: "وإن قضيباً من أراك" (١).

وقال - صلى الله عليه وسلم -: "من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرضه، أو من شيء فليتحلله منه اليوم قبل ألا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم يكن له حسنات، أخذ من سيئات صاحبه فحُمل عليه" (٢).

ولذلك قال - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه: "أتدرون من المفلس؟! قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. فقال - صلى الله عليه وسلم -: "إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه، أُخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار" (٣).

عباد الله! فالظالم خسران في الدنيا والآخرة.

والظالم لا يحبه الله، قال تعالى: {وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ}.

والظالم ملعون، قال تعالى: {أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} [هود: ١٨].

عباد الله! الظلم سبب لهلاك الأمم.


(١) رواه مسلم (رقم ١٣٧).
(٢) رواه البخاري (رقم ٦٥٣٤).
(٣) رواه مسلم (رقم ٢٥٨١).