له عشراً، ومن هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب شيئاً، فإن عملها كتبت سيئة واحدة، قال: فنزلت حتى انتهيت إلى موسى فأخبرته فقال: ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فقلت: قد رجعت إلى ربي حتى استحييت منه" (١).
عباد الله! وهكذا كان الإسراء والمعراج- تلك الرحلة العجيبة- تم في جزءٍ من الليل، وعاد النبي - صلى الله عليه وسلم - من رحلته والناس نيام لم يشعر أحدٌ بذلك.
عباد الله! كفار مكة وخبر الإسراء والمعراج.
الذين كذبوا أن يقع وحيٌ على الأرض أتراهم يصدِّقون به في السماء؟ تعالوا بنا يا عباد الله! لنستمع إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يخبرنا عن حال قريش عندما وصلهم الخبر، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لما كان ليلة أسري بي، وأصبحت بمكة، فظعْتُ بأمري وعرفتُ أن الناس مكذِّبيَّ"، قال: فقعد معتزلاً حزيناً، فمرَّ به عدوُّ الله أبو جهل، فجاء حتى جلس إليه، فقال له كالمُستهزئ: هل كان من شيء؟
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "نعم".
قال: ما هو؟ قال: "إنه أُسري بي الليلة".
قال: إلى أين؟ قال: "إلى بيت المقدس".
قال: ثم أصبحت بين ظهرانينا؟ قال: "نعم".
قال: فلم يُره أنه يُكذِّبه، مخافه أن يجحده الحديث إن دعا قومه إليه.