للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: تأذن لي أن أقول شيئاً (أي: ائذن لي أن أتكلم في حقك من أجل المصلحة).

قال - صلى الله عليه وسلم -: "قل".

فأتاه محمَّد بن مسلمة، فقال: إن هذا الرجل قد سألنا صدقة، وإنه قد عنَّانا (أي أوقعنا في العنت والحرج وكلَّفنا ما لا نجد).

فقال كعبٌ- وقد بدى البِشْرُ على وجهه مما سمع من محمَّد بن مسلمة في حقِّ النبي - صلى الله عليه وسلم -: والله! لتمَلُّنَّهُ.

فقال محمَّد بن مسلمة: إنا قد اتبعناهُ، وما نريد أن نرجعَ عنه حتى نرى إلى ماذا ينتهي أمرهُ وشأنه، فَسَلِّفني وسْقاً أو وَسقين.

فقال كعب: نعم أرهنوني.

قال محمد بن مسلمة: ماذا تريد أن نُرهنك؟

فقال كعب: أَرهنوني نساءكمُ

قال ابن مسلمة: كيف نُرهنك نساءنا وأنت أجملُ العربِ؟

قال كعب: فارهنوني أبناءكم.

قال ابن مسلمة: كيف نُرهِنُك أبناءَنا، فيسبُ أحدُهم، فيقال: رُهِنَ بوسقٍ أو وسقين -أي هذا عارٌ علينا-.

قال كعب: فماذا ترهنوني؟

قال ابن مسلمة: نرهنك اللأمة - (يعني: السسلاح) - وأراد ابن مسلمة بذلك، أنه إذا جاءه بعد ذلك والسلاح في يده لا ينكرهُ؛ لأنه في اعتقاده أنه جاء بالسلاح ليضعه عنده رهناً-.