فأخبر اللهُ -عز وجل- رسوله - صلى الله عليه وسلم - عن طريق جبريل عليه السلام بما مكر به يهود بني النضير.
فخرج إليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكتائب الجيش المسلم، فلما رأوا الجيوش قد زحفت إليهم فروا هاربين إلى حصونهم، وكانت حصونهم منيعة، فأغلقوا أبوابهم، وتحصنوا بها، وحاصرهم النبي- صلى الله عليه وسلم - ليالي وهموا بالتسليم لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولكن زعيم المنافقين عبد الله بن أُبي بن سلول أرسل إليهم أن امتنعوا وتحصنوا ولا تنزلوا من حصونكم، فإنَّا مِن ورائكم، نمنعكم مما يضركم، لئن قوتلتم لننصرنكم، ولئن أُخرجتم لنخرجن معكم، فصدّقوهم، وأرسل يهود بني النضير إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولوا: إنا لا نخرج من ديارنا، فاصنع ما بدا لك.
فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بقطع النخيل وتحريقها، فدبَّ الخوف في نفوسهم وملأ الرعبُ قلوبهم، وأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا، فسألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن ينزلوا على أن لهم ما حملت الإبلُ إلا السلاح، فوافق الرسول - صلى الله عليه وسلم - على عرضهم هذا.
فجعل الرجل يهدم بيته بيده! ويحملُ الأبواب والشبابيك معه، وخرجوا من المدينة، فمنهم من نزل خيبر، ومنهم من سار إلى الشام.