عباد الله! ورغم استبسال الصحابة - رضي الله عنهم - في الدفاع عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم - فقد أُصيب إصابات كثيرة منها: كُسرت رُباعيته، وسال الدم من وجهه، ووقع - صلى الله عليه وسلم - في حفرةٍ ودخلت حلقة المغِفر في وجنتيه، وجعل- صلى الله عليه وسلم - يقول:"كيف يُفلح قومٌ شجوا نبيهم وكسروا رباعيتهُ، وهو يدعوهم إلى الله".
عباد الله! وقد أُشيع بين الصحابة - رضي الله عنهم- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد قُتل، فاغتم المسلمون غماً على غمهم، وحزناً على حزنهم، وتولى بعضهم إلى المدينة وانطلقت طائفة فوق الجبل، واختلطت على الصحابة أحوالهم فما يدرون كيف يفعلون. كما قال تعالى:{فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ} وقال تعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (١٤٤)} [آل عمران: ١٤٤].