عباد الله! ولما كان المنافق أشد خطراً على الإِسلام والمسلمين من غيره، لأنه لا يَظهَرُ ولا يُعْرَفُ، فقد فضحهم الله في كتابه وحذر المؤمنين منهم.
فقال تعالى عن المنافقين:{هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ}[المنافقون: ٤]
عباد الله! ولئن أفادت غزوة بدر في خذل الكافرين، فإن غزوة أحد أفادت مثلها في فضح المنافقين، وربَّ ضارة نافعة، وربما صحت الأجساد بالعلل.
عباد الله! تبين للمسلمين بعد غزوة أحد أن النصر يكون مع الصبر والاعتصام والطاعة لله ولرسوله - صلى الله عليه وسلم -، وأن الخذلان يكون مع الاستعجال والتفرق والتنازع والمعصية لله ولرسوله - صلى الله عليه وسلم -.
عباد الله! بالصبر ننتصر على أعدائنا كما قال - صلى الله عليه وسلم -: "واعلم أن النصر مع الصبر" ولذلك أمر الله رسوله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمين بالصبر وعدم الاستعجال.