تقول إحدى بنات الحارث: ما رأيت أسيراً قط خيراً من خبيب، لقد رأيته يأكل من قطف عنب وما بمكة يومئذ ثمرة، وإنه لموثق في الحديد، وما كان إلا رزق رزقهُ الله".
- ويظهر ذلك أيضاً مما حدث مع عاصم بن ثابت - رضي الله عنه - عندما دعا فقال: "اللهم أخبر عنا نبيك" فاستجاب الله لعاصم فأخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خبره، وعندما دعا فقال: "اللهم إني أحمي لك اليوم دينك فاحمي لي لحمي"، فاستجاب الله لعاصم، فحمى لحمه من الكفار عندما أرادوا أن يقطعوا رأسه، فأرسل الله مثل الظلة من الدبابير فحمت لحمه من الكفار فلم يقدروا منه على شيء.
فالله يكرم أوليائه بكرامات ولكن الولي لا يخبر بهذه الكرامات ولا يصور نفسه بأفلام الفيديو لتنشر في العالم، فالله تعالى يقول: {فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى (٣٢)} [النجم: ٣٢].
والله سبحانه وتعالى له أولياء، وللشيطان أولياء فلا بد للمسلم أن يميز بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان، فقد وصف الله تعالى أولياءه فقال تعالى: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦٢) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (٦٣)} [يونس: ٦٢ - ٦٣].
فإذا ظهرت خارقة على يد رجل ما، نظرنا في حاله فإذا كان من المؤمنين الصادقين المتبعين لسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهو من أولياء الرحمن، وإن كان من المشعوذين الدجالين المخالفين لكتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهو من أولياء الشيطان.
ثالثاً: جواز الدعاء على الكفرة والمشركين بالعموم، ويؤخذ ذلك من