للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

النوم رُؤيا يُبِّرئني الله بها".

تقول -رضي الله عنها-: "فوالله ما رام -أي فارق- رسول الله- صلى الله عليه وسلم - مجلسه ولا خرج من أهل البيت أحدٌ حتى أنزل الله -عز وجل- على نبيه - صلى الله عليه وسلم -، فأخذه ما كان يأخذه من البُرحاء -أي الشدة- عند الوحي حتى إنه ليتحدَّرُ منه مِثلُ الجُمان -أي مثل حبات اللؤلؤ- من العرق في اليوم الشات من ثقل القول الذي أنزل عليه".

تقول -رضي الله عنها-: "فلما سُرِّي -أي كُشِفَ- عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يضحك، فكان أول كلمة تكلم بها أن قال: "أبشري يا عائشة! أما اللهُ فقد برَّأك".

تقول -رضي الله عنها-: "فقالت ليَ أمي: قومي إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم -".

فقلتُ: والله لا أقوم إليه، ولا أحمدُ إلا الله، هو الذي أنزل براءتي، تقول -رضي الله عنها-: فأنزل الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ .. }.

تقول - رضي الله عنها-: "فلما نزلت براءتي قال أبو بكر- وكان ينفق على مسطح لقرابته منه وفقره -: والله! لا أنفق على مسطح شيئاً أبداً وقد قال في عائشة ما قال، فأنزل الله -عز وجل-: {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٢٢)} فقال أبو بكر: بلى والله إني لأحبُّ أن يغفر الله لي، فرجَّع إلى مسطح ما كان ينفقه عليه وقال: والله لا أقطع عنه النفقة بعد ذلك (١).


(١) رواه البخاري (رقم ٢٦٦١)، ومسلم (رقم ٢٧٧٠).