للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والله سطر" (١).

"وكان رسول الله- صلى الله عليه وسلم -: يجعل هذا الخاتم في الخنصر من يده اليسرى" (٢).

عباد الله! وأول من كتب إليه من الملوك هو هرقل عظيم الروم. وهذا هو نص الكتاب: "بسم الله الرحمن الرحيم، من محمَّد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى. أما بعد: فإني أدعوك بدعاية الإِسلام -أي بدعوة الإِسلام وهي كلمة التوحيد- أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين -الفلاحين- {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (٦٤)} [آل عمران: ٦٤] (٣).

عباد الله! وختم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذا الكتاب، وبعث به دحية الكلبي، فدفعه دحية إلى عظيم بصرى، فسلمه هرقل.

ماذا فعل هرقل عندما وصله الكتاب؟ وماذا كان رده؟

عباد الله! تعالوا بنا لنستمع إلى ابن عباس -رضي الله عنهما -وهو يخبرنا الخبر من فيِّ أبي سفيان بن حرب.

يقول ابن عباس -رضي الله عنهما- حدثني أبو سفيان بن حرب من فيه إلى فيَّ، قال -أي أبو سفيان- انطلقت في المدة التي كانت بيننا وبين رسول الله


(١) رواه البخاري (رقم ٥٨٧٨).
(٢) رواه مسلم (رقم ٢٠٩٥).
(٣) متفق عليه، رواه البخاري (رقم ٧)، ومسلم (رقم ١٧٧٣).