نبي إلا وقد رعى الغنم في بداية حياته؛ لأن من وفق في رعي الغنم وفق في رعاية الأمم والشعوب.
وعليه فإنه عندما بعث رسولنا - صلى الله عليه وسلم - رعى الأمة وحافظ عليها، وأخذ بأيد الأمة ناصحاً أميناً يقودها إلى جنة عرضها السموات والأرض.
ثاتيأ: وفي قول الراهب بحيرى لأبي طالب: إني أخاف على هذا النبي من اليهود والروم؛ دليل على عداوة اليهود والنصارى للنبي- صلى الله عليه وسلم - قبل بعثته وبعد بعثته، وقد أخبرنا الله بعداوتهم في كتابه فقال تعالى:{وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ}[البقرة: ١٢٠]، وقال تعالى:{وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ}[البقرة:١٠٩]، وقال تعالى:{وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا}[البقرة: ٢١٧].
فأهل الكتاب عامة واليهود خاصة يبغضون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمين ويعملون بالليل والنهار للقضاء على الإِسلام والمسلمين، وكما سيمر معنا في الحديث عن السيرة المحاولات الكثيرة التي حاولتها اليهود ليتخلصوا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعلى سبيل المثال:
يقول أبوهريرة - رضي الله عنه -: لما فتحت خيبر أهديت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - شاة فيها سم. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اجمعوا إليَّ من كان ها هنا من اليهود"، فجُمعوا له. فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إني سائلكم عن شيء فهل أنتم صادقيَّ عنه؟ " فقالوا: نعم يا أبا القاسم: فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أبوكم" قالوا: أبونا فلان.
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كذبتم، بل أبوكم فلان" فقالوا: صدقت وبررت،