للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

* ومنها: ما يُحدِثه بعضُ الناس؛ إما مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى، وإما محبة للنبي -صلى الله عليه وسلم-، والله يُثيبهم على قصدهم الصالح (١) ؛ لكن هذا المولد لم يفعله أحد من السلف للنبي -صلى الله عليه وسلم- (٢) ، ولو كان خيرًا لكان السلف -رضي الله عنهم- أحقَّ به، وكمالُ تعظيمه في متابعته ظاهرًا وباطنًا، ونَشْر ما بُعِث به، والجهادُ على إظهاره باليد والقلب واللسان، هذه طريقة السابقين.

فعليك بالتمسُّك بالسنة في خاصَّتك وخاصَّة من يُطيعك، وأعرف المعروف وأنكر المنكر، وادْعُ (٣) إلى السنة بحسب الإمكان، فإذا رأيت من يعمل هذا ولا يتركه إلا إلى شرٍّ منه؛ فلا تدعُ إلى ترك منكر بفعل ما هو أنكر منه، أو ترك واجب أو مندوب تركُه أضرُّ من فعل ذلك المكروه، ولا ينبغي لأحدٍ أن يترك خيرًا إلَّا إلى مثله أو إلى خيرٍ منه.

فَفِعْل المولد قد يفعله بعضُ الناس ويكون له فِيْه أجر عظيم (٤) ، فقد يَحْسُن من بعض الناس ما يُستقبح من المؤمن المسدَّد (٥) .

فتفطَّن لحقيقة الدين، وانظر ما اشتملت عليه الأفعال من المصالح الشرعية (٦) ، بحيث تعرف مراتبَ المعروف ومراتبَ المنكر، حتى تُقَدِّم


(١) من محبة النبي -صلى الله عليه وسلم- وتعظيمه، لا لأجل البدع.
(٢) مع قيام المقتضي له وعدم المانع منه.
(٣) في "الأصل": "وادعوا" والصواب المثبت.
(٤) لحسن قصده وتعظيمه للرسول -صلى الله عليه وسلم-، وما وقع منه من بدعة غفره الله له؛ لاجتهاده أو تقليده الذي يُعْذَر به عند الله تعالى.
(٥) وانظر "الاقتضاء": (٢/ ١٢٦) لمزيد البيان.
(٦) في "الأصل": "الشريعة" سبق قلم.

<<  <   >  >>