للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أهون من غضب الآخرة، ثم قالت: والله لا أفضح قومي سائر الأيام وقالتها: أي الخامسة، أي وقال صلى الله عليه وسلم: إن جاءت به كذا فهو لهلال، وإن جاءت به كذا فهو لشريك، فجاءت به على الوصف الذي ذكر أنه يكون لشريك، فقال صلى الله عليه وسلم: لولا ما سبق من كتاب الله تعالى لكان لي ولها شأن.

وجمهور العلماء على أن سبب نزول آية اللعان قصة هلال بن أمية، وإنه أول لعان وقع في الإسلام.

وذهب جمع إلى أن سبب نزولها قصة عويمر العجلاني، لقوله صلى الله عليه وسلم: «قد أنزل الله فيك وفي صاحبتك قرآنا» وأجيب بأن معناه لما نزل في قصة هلال، لأن ذلك عام في جميع الناس.

قال الإمام النووي رحمه الله: ويحتمل أنها نزلت فيهما جميعا، فلعلهما سألا في وقتين متقاربين: أي وقال صلى الله عليه وسلم في كل: اللهم افتح، فنزلت هذه الآية فيهما، وسبق هلال باللعان، فكان أول من لا عن.

وفي مسلم: «أن سعد بن عبادة قال: يا رسول الله أرأيت الرجل يجد مع امرأته رجلا أيقتله؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا، قال، سعد: بلى والذي أكرمك بالحق» . وفي رواية: «كلا والذي بعثك بالحق إن كنت لأعاجله بالسيف» وفي لفظ: «لضربته بالسيف من غير صفح» أي بل أضربه بحده، «فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اسمعوا الى ما يقول سيدكم» وليس ذلك من سعد رضي الله تعالى عنه ردا عليه صلى الله عليه وسلم، وإنما هو إخبار عن حاله، ومن ثم قال صلى الله عليه وسلم: «إنه لغيور، وأنا أغير منه، والله أغير مني» فأخبر صلى الله عليه وسلم عن سعد بأنه غيور، وأنه صلى الله عليه وسلم أغير منه، وأن الله أغير منه صلى الله عليه وسلم، ومن ثم جاء في الحديث، «لا أحد أغير من الله، من أجل ذلك حرّم الفواحش ما ظهر منها وما بطن. ولا أحب إليه العذر من الله، ومن أجل ذلك أرسل مبشرين ومنذرين. ولا أحب إليه المدح من الله، ومن أجل ذلك وعد الجنة ليكثر سؤال العباد إياها والثناء منهم عليه» .

وفي تفسير الفخر الرازي رحمه الله «لا شخص أغير من الله» وبه استدل على جواز إطلاق الشخص على الله تعالى.

وفي الحلية لأبي نعيم رحمه الله عن حذيفة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا بكر أرأيت لو وجدت مع أم رومان رجلا ما كنت صانعا؟

قال: كنت فاعلا به شرا ثم قال صلى الله عليه وسلم: يا عمر أرأيت لو وجدت رجلا، أي مع زوجتك ما كنت صانعا؟ قال: كنت والله قاتله، فقرأ صلى الله عليه وسلم: وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ [النّور: الآية ٦] الآية» .

<<  <  ج: ص:  >  >>