أي ومنها شكوى بعض الطيور له صلى الله عليه وسلم بسبب أخذ بيضة أو فراخه. فقد جاء:
«أن حمرة جاءت فوق رأسه، فقال صلى الله عليه وسلم: أيكم فجع هذه؟ فقال رجل من القوم: أنا أخذت بيضها، فقال: رده رده رحمة لها» . وفي لفظ:«من فجع هذه بفرخيها؟
فقلن: نحن، فقال صلى الله عليه وسلم: ردوهما إلى موضعهما» ولا مانع من وجود البيض مع الفراخ.
ومنها سجود البعير له صلى الله عليه وسلم الذي استصعب على أهله وصار كالكلب الكلب لا يقدر أن يقرب إليه كما تقدم.
ومنها سجود الغنم له صلى الله عليه وسلم في بعض حوائط الأنصار كما تقدم.
ومنها تكليم الجمل له صلى الله عليه وسلم كما تقدم.
ومنها تكليم الحمار له صلى الله عليه وسلم في خيبر، وهو اليعفور كما تقدم.
ومنها شهادة الجمل عنده صلى الله عليه وسلم أنه لصاحبه الأعرابي دون من ادعاه. ففي المعجم الكبير للطبراني عن زيد بن ثابت رضي الله عنه، قال: «كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فبصرنا بأعرابي أخذ بخطام بعيره حتى وقف على النبي صلى الله عليه وسلم ونحن حوله، فقال:
السلام عليك أيها النبيّ ورحمة الله وبركاته، فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم السلام. وجاء رجل آخر كأنه حرسي، فقال الحرسي: يا رسول الله هذا الأعرابي سرق سرب البعير، فرغا البعير ساعة وحنّ فأنصت له رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة فسمع رغاءه وحنينه، فلما هدأ البعير أقبل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال للرجل: انصرف عنه فإن البعير شهد عليك أنك كاذب فانصرف، وأقبل النبي صلى الله عليه وسلم على الأعرابي؟ فقال: أي شيء، قلت حين جئت لي، قال: قلت بأبي أنت وأمي يا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلّ على محمد حتى لا تبقى صلاة، وبارك على محمد حتى لا تبقى بركة، اللهم سلم على محمد حتى لا يبقى سلام، اللهم وارحم محمدا حتى لا يبقى رحمة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل أبداها لي والبعير ينطق بعذرك وإن الملائكة قد سدوا الأفق.
أي ومنها سؤال الظبية له صلى الله عليه وسلم، أن يخلصها لترضع ولدها وتعود، فخلصها، وعادت وتلطفت بالشهادتين. فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: «مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على ظبية مربوطة إلى خباء، فقالت: يا رسول الله خلصني حتى أذهب فأرضع خشفي ثم أرجع فتربطني، فقال لها: صيد قوم وربيطة قوم، ثم استحلفها أن ترجع، فحلفت له، فحلها فمكثت قليلا ثم جاءت وقد نفضت ضرعها، فربطها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أتى خباء أصحابها فاستوهبها منهم فوهبوها له فحلّها.
وعن زيد بن أرقم نحو هذا، وزاد فأنا والله رأيتها لتسبيح في البرية وتقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله. وذكر بعضهم أن حديث الغزالة موضوع: