أي ومنها شهادة الذئب له صلى الله عليه وسلم بالرسالة كما تقدم.
ومنها شهادة الضبّ له صلى الله عليه وسلم بالرسالة كما تقدم.
ومنها إخباره صلى الله عليه وسلم عن مصارع المشركين ببدر، فلم يعد أحد منهم من مصرعه كما تقدم.
ومنها إخباره صلى الله عليه وسلم بأن طائفة من أمته يغزون البحر، وأن أم حرام بالراء المهملة بنت ملحان منهم، فكان كذلك كما تقدم.
ومنها إخباره صلى الله عليه وسلم لعثمان بن عفان رضي الله عنه بأنه تصيبه بلوى شديدة فأصابته وقتل فيها.
ومنها قوله صلى الله عليه وسلم للأنصار: «إنكم ستلقون بعدي أثرة، فاصبروا حتى تلقوني» والأثرة: بضم الهمزة وسكون الثاء المثلثة: أي يستأسر عليكم غيركم بأمور الدنيا، فكان ما وقع في زمن معاوية في وقعة الجمل وصفين، وفي زمن ولده يزيد في وقعة الحرة كما تقدم.
ومنها إخباره صلى الله عليه وسلم بأنه لا يبقى أحد من أصحابه بعد المائة: أي من الهجرة.
والذي ينبغي أن تكون المائة من حين وفاته صلى الله عليه وسلم، لأن أبا الطفيل رضي الله عنه آخر من مات من الصحابة فكان موته بعد المائة من الوفاة.
وعن أبي الطفيل رضي الله عنه قال: «وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على رأسي، وقال: يعيش هذا الغلام قرنا فعاش مائة سنة» .
ومنها إخباره صلى الله عليه وسلم بالمغيبات وهو باب واسع جدا.
فمن ذلك أنه جيء إليه صلى الله عليه وسلم برجل سرق، فقال: اقتلوه، فقيل له أنه سرق.
فقال: اقطعوه، ثم أتي به بعد إلى أبي بكر رضي الله عنه وقد سرق فقطع، ثم ثالثة ورابعة إلى أن قطعت قوائمه، ثم جيء به إلى أبي بكر وقد سرق، فقال له أبو بكر رضي الله عنه: لا أجد لك شيئا إلا ما قضى به فيك رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أمر بقتلك، فإنه كان أعلم بذلك، ثم أمر بقتله.
ومنها قوله صلى الله عليه وسلم لقيس بن خرشة العبسي رضي الله عنه وقد قال له: «يا رسول الله أبايعك على ما جاء من الله، وعلى أن أقول الحق: يا قيس عسى إن مرّ بك الدهر أن يليك ولاة لا تستطيع أن تقول معهم الحق، فقال قيس: لا والله لا أبايعك على شيء إلا وفيت به، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذن لا يضرك شيء» وكان قيس رضي الله عنه يعيب زيادا وابنه عبيد الله بن زياد ومن بعده، فبلغ ذلك عبيد الله بن زياد، فأرسل إليه فقال له: أنت الذي تفتري على الله وعلى رسوله؟ فقال: لا والله ولكن إن شئت أخبرتك بمن يفتري على الله ورسوله؟ قال: ومن هو؟ قال: من ترك