للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعض الأنصار فجاء ولد من غيرها وطرح ثوبه عليها، ثم تركها فلم يقربها ولم ينفق عليها ليضارها لتفتدي منه، فأتت تلك المرأة وشكت حالها للنبي صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله تعالى الآية وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ [النساء: الآية ٢٢] الآية.

وقيل توفي أبو قيس فخطب ابنه قيس امرأة أبيه، فقالت: إني أعدك ولدا، ولكني آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأستأمره، فأتته فأخبرته، فأنزل الله تعالى الآية.

وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: لقيت خالي يعني أبا الدرداء رضي الله تعالى عنه ومعه الراية، فقلت: أين تريد؟ قال «أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رجل تزوج امرأة أبيه أن أضرب عنقه» زاد في رواية أحمد «وآخذ ماله» .

وذكر بعضهم في أن الجاهلية كان إذا أراد الشخص أن يتزوج يقول خطب، ويقول أهل الزوجة نكح، ويكون ذلك قائما مقام الإيجاب والقبول.

ومن نكاح الجاهلية الجمع بين الأختين، فإنه كان مباحا عندهم: أي مع استقباحهم له كما تقدم.

وذكر بعضهم أن قبل نزول التوراة كان يجوز الجمع بين الأختين: أي ثم حرم ذلك بنزولها. قال: وقد افتخر رسول الله صلى الله عليه وسلم بجداته أي تحدث بنعمة ربه قاصدا به التنبيه على شرف هؤلاء النسوة وفضلهن على غيرهن، فقال «أنا ابن العواتك والفواطم» .

فعن قتادة «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أجرى فرسه مع أبي أيوب الأنصاري فسبقته فرس المصطفى، فقال صلى الله عليه وسلم: أنا ابن العواتك، إنه لهو الجواد البحر يعني فرسه» .

وقال صلى الله عليه وسلم في بعض غزواته أي في غزوة حنين وفي غزوة أحد «أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب، أنا ابن العواتك» . وجاء «أنا ابن العواتك من سليم» والعاتكة في الأصل المتلطخة بالطيب أو الطاهرة.

وعن بعض الطالبيين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في يوم أحد «أنا ابن الفواطم» أي ولا ينافيه ما سبق أنه قال في ذلك اليوم «أنا ابن العواتك» لأنه يجوز أن يكون قال كلا من الكلمتين في ذلك اليوم.

واختلف الناس في عدد العواتك من جداته صلى الله عليه وسلم، فمن مكثر ومن مقلّ.

وقد نقل الحافظ ابن عساكر أن العواتك من جداته صلى الله عليه وسلم أربع عشرة وقيل إحدى عشرة: أي وأولهن أم لؤي بن غالب واللواتي من بني سليم. منهن عاتكة بنت هلال أم عبد مناف، وعاتكة بنت الأوقص بن مرة بن هلال أم هاشم، وعاتكة بنت مرة بن هلال أم أبي أمه وهب: أي وقيل أراد بالعواتك من سليم ثلاثة من بني سليم أبكارا أرضعنه كما سيأتي في قصة الرضاع، وكل واحدة منهن تسمى عاتكة. قال وعن سعد

<<  <  ج: ص:  >  >>