للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يوم الخندق حيث أتاه بخبر بني قريظة، وكذا الرواية الثانية لا تخالف، لأنها محمولة على سماعه.

وعلى الأخذ بظاهرها، وعدم حملها على ذلك يجاب بما قال في النور: ظهر لي أن عليا كرم الله وجهه إنما أراد تفدية خاصة وهي ألف مرة أو في خصوص أحد.

وكان صلى الله عليه وسلم يفتخر بسعد فيقول: «هذا سعد خالي، فليراني امرؤ خاله» لأن سعدا رضي الله عنه كان من بني زهرة، وكانت أم النبي صلى الله عليه وسلم منهم كما تقدم: أي «وكان رضي الله عنه إذا غاب يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما لي لا أرى الصبيح المليح الفصيح؟» .

ولما كف بصره رضي الله عنه قيل له: لو دعوت الله سبحانه أن يرد عليك بصرك، فقال: قضاء الله أحب إليّ من بصري.

ولما حضرت الوفاة سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه دعا بخلق جبة من صوف فقال: كفنوني فيها فإني كنت لقيت فيها المشركين يوم بدر، وإنما كنت أخبئها لهذا.

وممن كان مشهورا بالرماية سهيل بن حنيف رضي الله عنه، وكان ممن ثبت مع النبي صلى الله عليه وسلم في هذا اليوم الذي هو يوم أحد. قال بعضهم: وكان بايعه صلى الله عليه وسلم يومئذ على الموت، فثبت معه صلى الله عليه وسلم حتى انكشف الناس عنه، وجعل ينضح بالنبل يومئذ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال صلى الله عليه وسلم: نبلوا سهيلا: أي أعطوه النبل.

وجاء «أن خاله صلى الله عليه وسلم وهو الأسود بن وهب بن عبد مناف بن زهرة استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا خالي ادخل، فدخل فبسط له صلى الله عليه وسلم رداءه وقال: اجلس عليه إن الخال والد، يا خال من أسدى إليه معروف فلم يشكر فليذكر، فإنه إذا ذكر فقد شكر» وقال له «ألا أنبئك بشيء عسى الله أن ينفعك به؟ قال بلى، قال: إن أربي الربا استطالة المرء في عرض أخيه بغير حق» .

وعن أم عمارة المازنية رضي الله عنها: أي وهي نسيبة بالتصغير على المشهور، زوج زيد بن عاصم رضي الله عنه قالت «خرجت يوم أحد لأنظر ما يصنع الناس ومعي سقاء فيه ما أسقي به الجرحى، فانتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في أصحابه والربح للمسلمين، فلما انهزم المسلمون انحزت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقمت أباشر القتال، وأذب عنه بالسيف، وأرمي عن القوس حتى حصلت الجراحة إليّ رئي على عاتقها جرح أجوف له غور، فقيل لها من أصابك بهذا؟ قالت ابن قمئة، لما ولى الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل يقول: دلوني على محمد فلا نجوت إن نجا فاعترضت له أنا ومصعب بن عمير، فضربني هذه الضربة وضربته ضربات، ولكن عدو الله كان علي درعان» .

<<  <  ج: ص:  >  >>