للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال آخر:

ومحنّب مثل القنا ... ة تخاله للضّمر قدحا [١]

والتحنيب: الاعوجاج ويسمّون الفرس «أعوج» ، و «العوجاء» .

قال مسكين الدارميّ:

دعتنا الحنظليّة إذ لحقنا ... وقد حملت على جمل ثفال [٢]

فأدركها ولم يعدل شريح ... وأعوج عند مختلف العوالي [٣]

وقال الشّمّاخ بن ضرار:

وعوجاء مجذام وأمر صريمة ... تركت بها الشكّ الذي هو عاجز [٤]


[١] نسبه الجاحظ في الحيوان ١: ٢٧٤ إلى ابن الصعق، وهو يزيد بن عمرو بن خويلد كما في الخزانة ١: ٢٠٦- ٢٠٧. ورواية الحيوان: «بمحنب مثل العقاب» . والخيل تشبه بالقنا في ضمرها وصلابتها، كما تشبه بالعقبان في سرعتها وانطلاقها. وانظر الفهارس الفنية للمفضليات ٥١٢- ٥١٣ حيث تجد مواضع هذين، وكذلك المعاني الكبير ١: ٥٨، ٣٧.
والقدح، بالكسر: واحد القداح، وهي السهام، شبهه بها في دقتها وملاستها وسرعة انطلاقها.
وانظر المعاني الكبير ١: ٤٣- ٤٤.
[٢] الثفال، كسحاب: البعير البطيء الذي لا ينبعث إلا كرها. وفي ديوان مسكين ٦٣ والموفقيات ٢٧٠: «ثقال» بالقاف، وهما سيّان وزنا ومعنى.
[٣] شريح، ذكره ابن دريد في الاشتقاق ٢٣٥ في بني عمرو بن عدس بن زيد بن عبد الله بن دارم، قال: «ومن رجالهم شريح، وكان فارسهم أيضا» . ولم يذكر بقية نسبه.
وأعوج: اسم لعدة أفراس لهم. ومختلف العوالي: الموضع الذي تضطرب فيه الرماح وتتشاجر.
[٤] العوجاء: الناقة عجفت فاعوجّ ظهرها، وذلك من إدمانها السفر. والمجذام: مفعال من الجذم، وأصله بمعني القطع، وأراد به سرعة الركض، والفعل المسموع بمعناه هو: أجذم السير: أسرع فيه. والصريمة: العزيمة. والشك: خلاف اليقين. يقول: رب أمر صريمة-

<<  <   >  >>