للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد ذكروا في الشعر حلم لقمان ولقيم بن لقمان [١] ، وذكر [وا] قيس بن عاصم [٢] ، ومعاوية بن أبي سفيان، ورجالا كثيرا، ما رأينا هذا الاسم التزق والتحم بإنسان وظهر على الألسن، كما رأيناه تهيّأ للأحنف ابن قيس. وكان مع ذلك رئيسا في أكثر تلك الفتن، فلم نر حاله عند الخاصّة والعامّة، وعند النّسّاك والفتّاك، وعند الخلفاء الراشدين [٣] ، والملوك المتغلّبين، ولا حاله في حياته، ولا حياته بعد موته إلّا مستويا. فينبغي أن يكون قد سبقت له من النبي صلّى الله عليه وسلّم دعوة، أو قال فيه خيرا، كما قد رووه وذكروه [٤] ، أو كان قد كان يظهر من حسن النيّة ومن شدّة الإخلاص ما لم يكن عليه أحد من نظرائه.

فإن قال قائل: أنتم تزعمون أنّ عبد المطّلب أحلم النّاس، وكذلك العبّاس بن عبد المطلب. قلنا إنّ الأحنف كان الحلم سيّد عمله [٥] ، فبان من سائر أعماله؛ ومحاسن عبد المطّلب، وخصال العبّاس في المجد والشرف كانت متكاتفة [٦] متساوية، كلّ خصلة منها تنتصف من أختها، وكانت كما قال الشاعر [٧] :


[١] انظر البيان وحواشيه ١: ١٨٤- ١٨٥.
[٢] سبقت ترجمته مصدر ص ١١٩؟؟. وفي الأصل: «وذكر» البناء للمجهول.
[٣] في الأصل: «الخلفاء والراشدين» .
[٤] انظر الإصابة ٤٢٦ في ترجمته، وفيها حديث: «اللهم اغفر للأحنف» .
[٥] في الأصل: «سيد علمه» ، ووجهه ما أثبت.
[٦] في الأصل: «متكاثفة» بالثاء المثلثة، تحريف.
[٧] هو: إبراهيم بن هرمة. ديوانه ٦٥، والكامل ٢٢، وإصلاح المنطق ٧١، وتهذيب إصلاح المنطق ١: ١٢٨، وشرح القصائد السبع الطوال ٣٠٩، والمقاييس ٤: ٤١٧، وأضداد ابن الأنبارى ١٠٧، وشروح سقط الزند ٦٥٦، واللسان (غرض، نصف) .

<<  <   >  >>