للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال الشاعر، جميل [١] :

حمراء تامكة السّنام كأنّها ... جمل بهودج أهله مظعون [٢]

جادت بها عمر الغداة يمينه ... كلتا يدي عمر الغداة يمين [٣]

ما إن يجود بمثلها في مثله ... إلّا كريم الخيم أو مجنون [٤]

وقال جبلة بن الأيهم لحسّان بن ثابت: أين أنا من النّعمان بن المنذر؟ قال حسان: «والله لشمالك أندى من يمينه، ولقفاك أحسن من وجهه، ولأمّك خير من أمّه» [٥] .


[١] يبدو أن كلمة «جميل» إضافة من قارىء، كما هو المألوف في الكتب العتيقة.
والأبيات التالية بدون نسبة في الحيوان ٣: ١٠٧/٦: ٣٤٥. ولم ترد الأبيات في ديوان جميل، وليست من نسج شعره.
[٢] التامك: السنام المرتفع. والمظعون: المشدود بالظّعان، وهو جمل الهودج. وكلمة «جمل» ليست في الأصل، وإثباتها من الحيوان. شبه الناقة المهداة إليه من الممدوح بالجمل المظعون هذا، في وثاقة خلقها.
[٣] في الأصل: «لها» ، صوابه من الحيوان. أراد: شماله كيمينه في العطاء، مبالغة في وصفه بالجود. وجاء في الأحاديث الموهمة للتشبيه: «كلتا يديه يمين» ، فتوهّم بعضهم التشبيه لا المجاز. وردّ عليهم ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث ٢٦٥ بأن المراد تمام العطاء والفضل وكماله.
[٤] الخيم، بالكسر: الخلق والأصل.
[٥] ورد هذا الخبر منقوصا في الحيوان ٤: ٣٧٧. وانظر الأغاني ١٤: ٢، حيث أورد الخبر وصاحب الحديث فيه «عمرو بن الحارث الأعرج، والنابغة الذبياني» ، لا «جبلة بن الأيهم وحسان» . ثم عقب أبو الفرج على الخبر بقوله: «وقد ذكر المدائني أن هذه الأبيات والسجع الذي قبلها لحسان. وهذا أصح» .

<<  <   >  >>