للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التّكلف لكانت العادة الأولى أخفّ عليهم، ولم يكونوا يستكرهون [١] أنفسهم على شيء لا يرون فيه من الفضل ما يوازن ذلك. ولو كان ذلك من طريق الاتفاق لم يتّفق ذلك في جميع الأمم في كلّ زمان، وفي كل بلد، إلّا في الواحد الشّاذّ. [وهذا [٢]] باطل.

قالوا: فقد كان ينبغي لأهل الجنّة ألّا يكون منهم إلّا أعسر يسر قلنا هذا ما لا نقف عليه، وليس يقع على أهل الجنة اسم أعسر ولا اسم أيمن، وليست هنالك معاناة، لأنّ الكفايات هناك تامّة، والأمور كائنة على غاية الموافقة، وعلى تمام النّعمة.

قالوا: ولو لم يكره الأيمن لأن يكون أعسر إلّا لأنّ الشّيطان أعسر- لكان ينبغي له أن يكره ذلك.

يزيد بن هارون [٣] ، عن هشام بن أبي عبد الله [٤] ، عن هفّان [٥] عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إذا أكل أحدكم فليأكل بيمنه،


[١] في الأصل: «يستكرهوا» ، والوجه، أثبت.
[٢] ساقطة من الأصل.
[٣] يزيد بن هارون، ترجم في الورقة ص ٤١٧.
[٤] في الأصل: «هشام بن عبد الله» ، صوابه ما أثبت. وهو هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، البصري، واسم ابنه «سنبر» كجعفر. وسمّى الدّستوائيّ لأنه كان يبيع الثياب التي تجلب من دستواء. روى عن قتادة، ومطر الوراق، وحماد بن أبي سليمان وغيرهم. وعنه:
شعبة بن الحجاج، وابن المبارك، ويزيد بن هارون وغيرهم. توفي سنة ١٥٢. تهذيب التهذيب.
[٥] حديث الأكل باليمين، أخرجه مسلم في (الأشربة) ، وابن ماجه في (الأطعمة) من حديث أبي هريرة.

<<  <   >  >>