للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله» .

لم يقل: فإنّ الشيطان [يأكل [١]] بيساره، لأنّ اليسار كناية عن الشّمال وتهوين للأمر.

وتغدّى أبو داود صاحب الطيالسة [٢] ، وكان من حفّاظ الحديث، عند يحيى بن سعيد الأحول القطّان [٣] وكان يحيى قد فاقه في الحديث وفي الحال عند أصحاب الحديث، فأكل بشماله فقال له يحيى: بيدك اليمين علّة؟ قال: لا. قال: فهي مشغولة؟ قال: لا. قال: فلم لا تأكل بيمينك؟ قال: كان فلان لا يرى بأسا أن يأكل الرجل بيده اليسار. قال:

وما حاجتك إلى أن تصنع شيئا من غير علّة، تحتاج فيه إلى أن تصيب من يخرج لك فيه عذرا، ثم جذب يده اليمنى فأدخلها في الصحفة.

قالوا: ومما يؤكّد حال الشيطان في ذلك ما رواه يزيد بن هارون،


[١] ساقطة من الأصل.
[٢] هو أبو داود، سليمان بن داود بن الجارود الطيالسي البصري الحافظ. فارسيّ الأصل، هو مولى لآل الزبير وأمه فارسية. روى عن أيمن بن نابل، وشعبة، والثورى، وغيرهم. وعنه: أحمد، وعلى بن المديني وهارون الحمال وجماعة. قال عمر بن شبة: كتبوا عن أبي داود بأصبهان أربعين ألف حديث وليس مع كتاب. توفي سنة ٢٠٣ بالبصرة. تهذيب التهذيب وتاريخ بغداد ٤٦١٧، وتذكرة الحفاظ ١: ٣٢٠- ٣٢١.
[٣] أبو سعيد يحيى بن سعيد بن فروخ التميمي مولاهم النصري القطان. ولد سنة ١٢٠ وسمع هشام بن عروة، وعطاء بن السائب، والأعمش، وشعبة وغيرهم. وعنه: أحمد، وابن مهدي، وعلي بن المديني، وبندار وخلق كثير. وقال على بن المديني: ما رأيت أعلم بالرجال من يحيى القطان. وتوفي سنة ١٩٨. تهذيب التهذيب وتاريخ بغداد ٧٤٦١، وتذكرة الحفاظ ١: ٢٧٤- ٢٧٦.

<<  <   >  >>