للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قِبَلِ الْمَشْرِقِ قَوْمٌ كَانَ هَدْيُهُمْ هَكَذَا، يَقْرَءُونَ الْقرْآنَ، لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيِّةِ، ثُمَّ لَا يَرْجِعُونَ إِلَيْهِ -وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى صَدْرِهِ - سِيمَاهُمُ التَّحْلِيقُ، لَا يَزَالُونَ يَخْرُجُونَ حَتَّى يَخْرُجَ آخِرُهُمْ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ -قَالَهَا حَمَّادٌ ثَلَاثًا - هُمْ شَرُّ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ". قَالَهَا حَمَّادٌ ثَلَاثًا، وَقَالَ: قَالَ أَيْضًا: "لَا يَرْجِعُونَ فِيهِ" (١).

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

٢٦٧٨ - أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزَّاهِدُ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ بَحْرٍ الْبَرِّيُّ (٢)، ثَنَا أَبِي، ثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ الصَّنْعَانِيُّ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ قَالَ: "سَيَكُونُ فِي أُمَّتِي اخْتِلَافٌ وَفُرْقَةٌ، وَسَيَجِيءُ قَوْمٌ يُعْجِبُونَكُمْ، وَتُعْجِبُهُمْ أَنْفُسُهُمْ، الَّذِينَ يَقْتُلُونَهُمْ أَوْلَى بِاللهِ مِنْهُمْ، يُحْسِنُونَ الْقِيلَ، وَيُسِيئُونَ الْفِعْلَ، يَدْعُونَ إِلَى اللهِ، وَلَيْسُوا مِنَ اللهِ فِي شَيْءٍ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَأَنِيمُوهُمْ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، انْعَتْهُمْ لَنَا. قَالَ: "آيَتُهُمُ الْحَلْقُ وَالتَّسْبِيتُ (٣) ". يَعْنِي: اسْتِئْصَالَ التَّقْصِيرِ. قَالَ: وَالتَّسْبِيتُ: اسْتِئْصَالُ الشَّعْرِ (٤).

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.


(١) إتحاف المهرة (١٣/ ٥١٢ - ١٧٠٧٦)، وشريك بن شهاب أخرج له النسائي هذا الحديث، ووثقه ابن حبان، ولم يرو عنه غير الأزرق بن قيس، ولم يخرج له مسلم.
(٢) في (و) و (ص): "البرتي".
(٣) كذا بالتاء، والمشهور بالدال: "التسبيد"، ويقال: "التسميد"، ويؤيد ماهنا قول أبي عمرو إسحاق بن مرار الشيباني اللغوي: سَبَد شعره وسَبّده وسبَتَه وأسبته: إِذا حلقه. وانظر تهذيب اللغة (١٢/ ٢٥٨)، وتاج العروس (٨/ ١٦٧).
(٤) إتحاف المهرة (٢/ ٢٦٧ - ١٦٩٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>