للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

يَسْأَلُونِي الْبَيِّنَةَ، فَمِنْ أَيْنَ لِيَ الصَّدَاقُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ لِبُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ: "يَا بُرَيْدَةُ، اجْمَعُوا لَهُ وَزْنَ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ". قَالَ: فَجَمَعُوا لِي (١) وَزْنَ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ. فَقَالَ النَّبِيُّ : "اذْهَبْ بِهَذَا إِلَيْهِمْ، وَقُلْ هَذَا صَدَاقُهَا". فَذَهَبْتُ بِهِ إِلَيْهِمْ، فَقُلْتُ: هَذَا صَدَاقُهَا. قَالَ: فَقَالُوا: كَثِيرٌ طَيِّبٌ، فَقَبِلُوا وَرَضُوا بِهِ. قَالَ: فَقُلْتُ: مِنْ أَيْنَ أُولِمُ؟ قَالَ: فَقَالَ: "يَا بُرَيْدَةُ، اجْمَعُوا لَهُ فِي شَاةٍ". قَالَ: فَجَمَعُوا لِي فِي كَبْشٍ فَطِيمٍ (٢) سَمِينٍ. قَالَ: وَقَالَ النَّبِيُّ : "اذْهَبْ إِلَى عَائِشَةَ، فَقُلِ: انْظُرِي إِلَى الْمِكْتَلَ (٣) الَّذِي فِيهِ الطَّعَامُ، فَابْعَثِي بِهِ". قَالَ: فَأَتَيْتُ عَائِشَةَ، فَقُلْتُ لَهَا ذَلِكَ، فَقَالَتْ: هَا هُوَ ذَاكَ الْمِكْتَلُ، فِيهِ سَبْعَةُ آصُعٍ مِنْ شَعِيرٍ، وَاللهِ إِنْ أَصْبَحَ لَنَا طَعَامٌ غَيْرُهُ. قَالَ: فَأَخَذْتُهُ، فَجِئْتُ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ ، فَقَالَ: "اذْهَبْ بِهَا إِلَيْهِمْ، فَقُلْ: لِيَصْلُحْ هَذَا عِنْدَكُمْ خُبْزًا". قَالَ: فَذَهَبْتُ بِهِ وَبِالْكَبْشِ. قَالَ: فَقَبِلُوا الطَّعَامَ، وَقَالُوا: اكْفُونَا أَنْتُمُ الْكَبْشَ. قَالَ: وَجَاءَ نَاسٌ مِنْ أَسْلَمَ، فَذَبَحُوا وَسَلَخُوا وَطَبَخُوا، قَالَ، فَأَصْبَحَ عِنْدَنَا خُبْزٌ وَلَحْمٌ، فَأَوْلَمْتُ، وَدَعَوْتُ رَسُولَ اللهِ . قَالَ: وَأَعْطَانِي رَسُولُ اللهِ أَرْضًا، وَأَعْطَى أَبَا بَكْرٍ أَرْضًا، فَاخْتَلَفْنَا فِي عِذْقِ نَخْلَةٍ. قَالَ: وَجَاءَتِ الدُّنْيَا، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: هَذِهِ فِي حَدِّي، وَقُلْتُ: لَا، بَلْ هِيَ فِي حَدِّي. قَالَ: فَقَالَ لِي أَبُو بَكْرٍ كَلِمَةً كَرِهْتُهَا وَنَدِمَ عَلَيْهَا. قَالَ: فَقَالَ لِي: يَا رَبِيعَةُ، قُلْ لِي مِثْلَ مَا قُلْتُ لَكَ حَتَّى تَكُونَ قِصَاصًا. قَالَ: فَقُلْتُ: لَا وَاللهِ مَا أَنَا بِقَائِلٍ لَكَ إِلَّا خَيْرًا. قَالَ: وَاللهِ لَتَقُولَنَّ لِي كَمَا قُلْتُ لَكَ


(١) في (و) و (ص): "له".
(٢) قوله: "فطيم" ساقط من (و) و (ص).
(٣) في (م): "للمكتل"، وفي التلخيص: "انظري المكتل".

<<  <  ج: ص:  >  >>