للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

، فَقَالَ: إِنِّي تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً مِنَ الْأَنْصَارِ عَلَى ثَمَانِي أَوَاقٍ، فَتَفَزَّعَ لَهَا رَسُولُ اللهِ ، فَقَالَ: "كَأَنَّمَا تَنْحِتُونَ الْفِضَّةَ مِنْ عُرْضِ هَذَا الْجَبَلِ، هَلْ رَأَيْتَهَا؛ فَإِنَّ فِي عُيُونِ الْأَنْصَارِ شَيْئًا؟ ". قَالَ: قَدْ رَأَيْتُهَا. قَالَ: "مَا عِنْدَنَا شَيْءٌ، وَلكِنَّا سَنَبْعَثُكَ فِي بَعْثٍ، وَأَنَا أَرْجُو أَنْ تُصِيبَ خَيْرًا". فَبَعَثَهُ فِي نَاسٍ إِلَى نَاسٍ مِنْ بَنِي عَبْسٍ، وَأَمَرَ لَهُمُ النَّبِيُّ بنَاقَةٍ، فَحَمَلُوا عَلَيْهَا مَتَاعَهُمْ، فَلَمْ تَرْمِ إِلَّا قَلِيلًا حَتَّى بَرَكَتْ، فَأَعْيَتْهُمْ أَنْ تَنْبَعِثَ، فَلَمْ يَكُنْ فِي الْقَوْمِ أَصْغَرُ مِنَ الَّذِي تَزَوَّجَ، فَجَاءَ إِلَى نَبِيِّ اللهِ وهُوَ مُسْتَلْقٍ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَامَ عِنْدَ رَأْسِهِ كَرَاهِيَةَ أَنْ يُوقِظَهُ، فَانْتَبَهَ نَبِيُّ اللهِ ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنَّ الَّذِي أَعْطَيْتَنَا أَحْبَبْنَا أَنْ تَبْعَثْهُ (١)، فَنَاوَلَهُ النَّبِيُّ يَمِينَهُ، وَأَخَذَ رِدَاءَهُ بِشِمَالِهِ، فَوَضَعَهُ عَلَى عَاتِقِهِ، وَانْطَلَقَ يَمْشِي حَتَّى أَتَاهَا فَضَرَبَهَا بِبَاطِنِ قَدَمِهِ، وَالَّذِي نَفْسُ أَبِي هُرَيْرَةَ بِيَدِهِ، لَقَدْ كَانَتْ بَعْدَ ذَلِكَ تَسْبِقُ الْقَائِدَ، وَإِنَّهُمْ نَزَلُوا بِحَضْرَةِ الْعَدُوِّ، وَقَدْ أَوْقَدُوا


= أبو منين اليشكري، عن أبي حازم، وقد رواه مسلم (٤/ ١٤٢) من حديث ابن عيينة، ومروان بن معاوية الفزاري، عن يزيد بن كيسان به بنحوه إلى قوله: "فبعث بعثا إلى بني عبس بعث ذلك الرجل فيهم"، وقد أورد العقيلي هذا الحديث في ترجمة يزيد بن كيسان (٦/ ٣٣٨) وقال: "لا يتابع عليه".
ولكن أبا علي الجياني قال في تقييد المهمل (٣/ ٩٣٠): "قال أبو محمد بن الجارود: وقد اشترك بشير أبو إسماعيل الأسلمي، وأبو إسماعيل يزيد بن كيسان اليشكري، في غير حديث. ثم ذكر منها عدة أحاديث، منها: ما رواه أبو حازم، عن أبي هريرة: أن رجلا أتى رسول الله فقال: إني تزوجت امرأة من الأنصار على ثماني أواقي، فقال رسول الله : كأنما تنحتون الفضة من عرض هذا الجبل"، كذا قال، ولعله اعتمد على رواية الحاكم هاهنا، فإنا لم نجد من تابع المصنف في رواية هذا الحديث عن أبي إسماعيل الأسلمي، والله أعلم.
(١) في (و): "تبعثها"، وفي (ص): "نبيعها".

<<  <  ج: ص:  >  >>