للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[سِمَاكُ] (١) بْنُ حَرْبٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ عَلِيًّا عَنْ ﴿أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا﴾ (٢): أَهُوَ أَوَّلُ بَيْتٍ بُنِيَ فِي الْأَرْضِ؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنَّهُ أَوَّلُ بَيْتٍ وُضِعَ فِيهِ الْبَرَكَةُ وَالْهُدَى، وَمَقَامُ إِبْرَاهِيمَ، ﴿وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا﴾ (٣)، وَإِنْ شِئْتَ أَنْبَأْتُكَ كَيْفَ بَنَاهُ؛ إنَّ اللهَ ﷿ أَوْحَى إِلَى إِبْرَاهِيمَ أَنِ ابْنِ لِي بَيْتًا فِي الْأَرْضِ فَضَاقَ بِهِ ذَرْعًا، فَأَرْسَلَ اللهُ إِلَيْهِ السَّكِينَةَ، وَهِيَ رِيحٌ خَجُوجٌ، لَهَا رَأْسٌ، فَاتَّبَعَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ حَتَّى انْتَهَتْ، ثُمَّ تَطَوَّقَتْ إِلَى مَوْضِعِ الْبَيْتِ تَطَوُّقَ الْحَيَّةِ، فَبَنَى إِبْرَاهِيمُ، فَكَانَ يَبْنِي هُوَ سَافًا (٤) كُلَّ يَوْمٍ، حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَكَانَ الْحَجَرِ، قَالَ لِابْنِهِ: أَبْغِنِي حَجَرًا. فَالْتَمَسَ ثَمَّةَ حَجَرًا حَتَّى أَتَاهُ بِهِ، فَوَجَدَ الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ قَدْ رُكِّبَ، فَقَالَ لَهُ ابْنُهُ: مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذَا؟ قَالَ: جَاءَ بِهِ مَنْ لَمْ يَتَّكِلْ عَلَى بِنَائِكَ، جَاءَ بِهِ جِبْرِيلُ مِنَ السَّمَاءِ (٥)


(١) في النسخ الخطية كلها والتلخيص: "خالد"، والمثبت من الإتحاف ومن دلائل النبوة للبيهقي (٢/ ٥٥) حيث رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء، وانظر حديث رقم (١٦٨٦)، وعلى الرغم من أن الحافظ قد أثبت الصواب في الإتحاف، إلا أنه ترجم في لسان الميزان (٣/ ٣١٩): لخالد بن حرب فقال: "شيخ لإسرائيل، لا يدرى من هو، أتى بخبر منكر"، ولم يذكره الذهبي في الميزان، ولم يرمز الحافظ لزيادته ولا لنقله من ذيل الميزان، والله أعلم.
(٢) (آل عمران: آية ٩٦).
(٣) (آل عمران: آية ٩٧).
(٤) في (و): "شافا"، وقال الزبيدي في تاج العروس (٢٣/ ٤٧٤): "الساف في البناء: كل صف من اللبن يقال: ساف من البناء، وسافان، وثلاثة آسف".
(٥) في (ز)، و (و) و (ص) والتلخيص: "من المسجد"، وفي (م): "من السماء المسجد"، والمثبت من دلائل النبوة للبيهقي (٢/ ٥٦) حيث رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء.

<<  <  ج: ص:  >  >>