للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

آدَمَ مَسَحَ ظَهْرَهُ، فَسَقَطَ مِنْ ظَهْرِهِ كُلُّ نَسَمَةٍ هُوَ خَالِقُهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، أَمْثَالَ الذَّرِّ، ثُمَّ جَعَلَ بَيْنَ عَيْنَيْ كُلِّ إِنْسَانٍ مِنْهمْ وَبِيصًا (١) مِنْ نُورٍ، ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى آدَمَ، فَقَالَ آدَمُ: مَنْ هَؤُلَاءِ يَا رَبِّ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ ذُرِّيَّتُكَ، فَرَأَى آدَمُ رَجُلًا مِنْهُمْ أَعْجَبَهُ وَبِيصُ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ، فَقَالَ: يَا رَبِّ مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا ابْنُكَ دَاوُدُ يَكُونُ فِي آخِرِ الْأُمَمِ. قَالَ آدمُ: كَمْ جَعَلْتَ لَهُ مِنَ الْعُمُرِ؟ قَالَ: سِتِّينَ سَنَةً. قَالَ: يَا رَبِّ، زِدْهُ مِنْ عُمُرِي أَرْبَعِينَ سَنَةً، حَتَّى يَكُونَ عُمْرُهُ مِائَةَ سَنَةٍ. فَقَالَ اللهُ ﷿: إِذَنْ نَكْتُبُ وَنَخْتُمُ، فَلَا يُبَدَّلُ، فَلَمَّا انْقَضَى عُمْرُ آدَمَ جَاءَهُ مَلَكُ الْمَوْتِ لِقَبْضِ رُوحِهِ، قَالَ آدَمُ: أَوَلَمْ تَبْقَ مِنْ عُمْرِي أَرْبَعِينَ سَنَةً؟ قَالَ لَهُ مَلَكُ الْمَوْتِ: أَوَلَمْ تَجْعَلْهَا لِابْنِكَ دَاوُدَ؟ ". قَالَ: "فَجَحَدَ فَجَحَدَتْ ذُرِّيَّتُهُ، وَنَسِيَ فَنَسِيَتْ ذُرِّيَّتُهُ، وَخَطِئَ فَخَطِئَتْ ذُرِّيَّتُهُ" (٢).

هَذَا حَدِيثٌ صحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

٣٢٩٥ - أخبرني أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الصَّنْعَانِيُّ بِمَكَّةَ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبَّادٍ، ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنِ الْأَعْمَشِ وَمَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ فِي قَوْلِهِ ﷿: ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا﴾ (٣). قالَ: هُوَ بَلْعَمُ بْنُ أَبَرْ (٤). (٥)


(١) في (م): "وبيضا".
(٢) إتحاف المهرة (١٤/ ٦١٢ - ١٨٣٤٠).
(٣) (الأعراف: آية ١٧٥).
(٤) كذا في (ز) و (م) وعند ابن أبي حاتم (٥/ ١٦١٦) والطبري (١٠/ ٥٦٧)، وفي (و) و (ص): "بلعم بن أبي ابن ابن"، وقال ناسخ (و): "صوابه بلعم بن باعوراء" كذا قال!، وانظر ترجمته في تاريخ دمشق (١٠/ ٣٩٦).
(٥) إتحاف المهرة (١٠/ ٤٧٩ - ١٣٢٣٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>