للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَلَى الْبَعْلِ، وَتُكْرِمُ الضَّيْفَ، وَقَدْ وَأَدَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَأَيْنَ أُمُّنَا؟ قَالَ: "أُمُّكُمَا فِي النَّارِ". فَقَامَا؟ قَدْ شَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمَا، فَدَعَاهُمَا رَسُولُ اللهِ ، فَرَجَعَا، فَقَالَ: "إِنَّ أُمِّي مَعَ أُمِّكُمَا". فَقَالَ مُنَافِقٌ مِنَ النَّاسِ لِي: مَا يُغْنِي هَذَا عَنْ أُمِّهِ إِلَّا مَا يُغْنِي ابْنَا مُلَيْكَةَ عَنْ أُمِّهِمَا وَنَحْنُ نَطَأُ عَقِبَيْهِ. فَقَالَ رَجُلٌ شَابٌّ مِنَ الْأَنْصَارِ لَمْ أَرَ رَجُلًا كَانَ أَكْثَرَ سُؤَالًا لِرَسُولِ اللهِ مِنْهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَبَوَاكَ فِي النَّارِ. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ : "مَا سَأَلْتُهُمَا رَبِّي فَيُطِيعُنِي فِيهِمَا، وَإِنِّى لَقَائِمٌ يَوْمَئِذٍ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ". قَالَ: فَقَالَ الْمُنَافِقُ لِلشَّابِّ الْأَنْصَارِيِّ: سَلْهُ وَمَا الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ؟ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ؟ قَالَ: "يَوْمَ يَنْزِلُ اللهُ ﷿ فِيهِ عَلَى كُرْسِيِّهِ يَئِطُّ بِهِ كَمَا يَئِطُّ الرَّحْلُ (١) مِنْ تَضَايُقِهِ كَسَعَةِ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَيُجَاءُ بِكُمْ عُرَاةً حُفَاةً غُرْلًا، فَيَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُكْسَى إِبْرَاهِيمُ، يَقُولُ اللهُ ﷿: اكْسُوا خَلِيلِي رَيْطَتَيْنِ بَيْضَاوَيْنِ مِنْ رِيَاطِ الْجَنَّةِ، ثُمَّ أُكْسَى عَلَى أَثَرِهِ، فَأَقُومُ عَنْ يَمِينِ اللهِ ﷿ مَقَامًا يَغْبِطُنِي فِيهِ الْأَوَّلُونَ وَالْآخِرُونَ وَيُشَقُّ لِي نَهَرٌ مِنَ الْكَوْثَرِ إِلَى حَوْضِي". قَالَ: يَقُولُ الْمُنَافِقُ: لَمْ أَسْمَعْ كَالْيَوْمِ قَطُّ، لَقَلَّ مَا جَرَى نَهَرٌ قَطُّ إِلَّا كَانَ فِي فَخَّارَةٍ (٢) أَوْ رَضْرَاضٍ، فَسَلْهُ فِيمَا يَجْرِي النَّهَرُ؟ قَالَ: "فِي حَالَةٍ مِنَ الْمِسْكِ وَرَضْرَاضٍ (٣) ". قَالَ: يَقُولُ الْمُنَافِقُ: لَمْ أَسْمَعْ كَالْيَوْمِ قَطُّ، لَقَلَّ مَا جَرَى نَهَرٌ قَطُّ إِلَّا كَانَ لَهُ نَبَاتٌ، قَالَ: "نَعَمْ". قَالَ: مَا هُوَ؟ قَالَ: "قُضْبَانُ الذَّهَبِ". قَالَ: يَقُولُ الْمُنَافِقُ: لَمْ أَسْمَعْ


(١) في (ز) و (م): "يئط به كما يئط به الرحل"، وفي (و): "يئط كما يئط به الرحل"، وفى (ص): "يئط كما يئط الرحل"، والمثبت من التلخيص.
(٢) في التلخيص: "فجارة".
(٣) في (و) و (ص): "أو رضراض".

<<  <  ج: ص:  >  >>