للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَنَظَرَ إِلَى الشَّمْسِ حِينَ تَدَلَّتْ مِثْلَ التُّرْسِ لِلْغُرُوبِ، فَبَكَى، وَاشْتَدَّ بُكَاؤُهُ، وَتَلَا قَوْلَ اللهِ ﷿: ﴿اللهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ (١٧)﴾ إلى قوله ﴿الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ﴾ (١). فَقَالَ لَهُ عَبْدُهُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَدْ وَقَفْتُ مَعَكَ مِرَارًا لَمْ تَصْنَعْ هَذَا، فَقَالَ: ذَكَرْتُ رَسُولَ اللهِ وَهُوَ وَاقِفٌ مَكَانِي هَذَا، فَقَالَ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، لَمْ يَبْقَ مِنْ دُنْيَاكُمْ هَذِهِ فِيمَا مَضَى إِلَّا كَمَا بَقِيَ مِنْ يَوْمِكُمْ هَذَا فِيمَا مَضَى مِنْهُ" (٢). هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ (٣)، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

٣٦٩٧ - حدثنا أَبُو أَحْمَدَ بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ النَّرْسِيُّ (٤)، ثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، ثَنَا عِمْرَانُ بْنُ زَائِدَةَ بْنِ نَشِيطٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْوَالِبِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: تَلَا رَسُولُ اللهِ : ﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ (٢٠)(٥). ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ : "يَقُولُ اللهُ ﷿: ابْنَ آدَمَ تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِي أَمْلَأْ صَدْرَكَ غِنًى، وَأَسُدَّ فَقْرَكَ، وَإِلَّا تَفْعَلْ مَلَأْتُ صَدْرَكَ شُغْلًا، وَلَمْ أَسُدَّ فَقْرَكَ" (٦).


(١) (الشورى: آية ١٧ إلى ١٩).
(٢) إتحاف المهرة (٨/ ٦٨٤ - ١٠٢٣٣).
(٣) قال الذهبي في التلخيص: "قلت: كثير ضعفه النسائي ومشاه غيره"، نقول: ورواية المطلب عن ابن عمر مرسلة.
(٤) هو: أحمد بن عبيد الله بن إدريس، أبو بكر البغدادي النرسي.
(٥) (الشورى: آية ٢٠).
(٦) إتحاف المهرة (١٥/ ٦٥٨ - ٢٠٠٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>