للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ﴾ (١). قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: قَالَ لِيَ رَسُولُ اللهِ : "يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعودٍ". قُلْتُ: لَبَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ (٢) - ثَلَاثَ مِرَارٍ - قَالَ: "هَلْ تَدْرِي أَيُّ عُرَى الإِيمَانِ أَوْثَقُ؟ ". قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمْ، قَالَ: "أَوْثَقُ الإِيمَانِ الْوَلَايَةُ فِي اللهِ بِالْحَبِّ فِيهِ وَالْبُغْضِ فِيهِ، يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ". قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ (٣) - ثَلَاثَ مِرَارٍ - قَالَ: "هَل تَدْرِي أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ ". قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: "فَإِنَّ أَفْضَلَ النَّاسِ أَفْضَلُهُم عَمَلًا إِذَا فَقِهُوا فِي دِينِهِمْ، يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ". قُلْتُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ - ثَلَاثَ مِرَارٍ - قَالَ: "هَلْ تَدْرِي أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ؟ ". قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: "فَإِنَّ أَعْلَمَ النَّاسِ أَبْصَرُهُمْ بِالْحَقِّ إِذَا اخْتَلَفَ النَّاسُ، وَإِنْ كَانَ مُقَصِّرًا فِي الْعَمَلِ، وَإِنْ كَانَ يَزْحَفُ عَلَى اسْتِهِ، وَاخْتَلَفَ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، نَجَا مِنْهَا ثَلاثٌ، وَهَلَكَ سَائِرُهَا، فِرْقَةٌ آَزَتِ (٤) الْمُلُوكَ، وَقَاتَلَتْهُمْ عَلَى دِينِ اللهِ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ حَتَّى قُتِلُوا، وَفِرْقَةٌ لَمْ تَكُنْ لَهُمْ طَاقَةٌ بِمُوَازَاةِ الْمُلُوكِ، فَأَقَامُوا بَيْنَ ظَهْرَانَيْ قَوْمِهِمْ، فَدَعَوْهُمْ إِلَى دِينِ اللهِ وَدِينِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، فَقَتَلَتْهُمُ الْمُلُوكُ، وَنَشَرَتْهُمْ بِالْمَنَاشِيرِ، وَفِرْقَةٌ لَمْ تَكُنْ لَهُمْ طَاقَةٌ بِمُوَازَاةِ الْمُلُوكِ وَلَا بِالْمُقَامِ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ قَوْمِهِمْ، فَدَعَوْهُمْ إِلَى اللهِ وَإِلَى دِينِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، فَسَاحُوا فِي الْجِبَالِ، وَتَرَهَّبُوا فِيهَا، فَهُمُ الَّذِينَ قَالَ اللهُ: ﴿وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا


(١) (الحديد: آية ٢٧).
(٢) في (و) والتلخيص: "لبيك رسول الله" بدون حرف النداء.
(٣) في (و) والتلخيص: "لبيك رسول" الله، بدون حرف النداء.
(٤) قال ابن الأثير في النهاية (١/ ٤٧): "أي قاومتهم. يقال: فلان إزاء لفلان: إذا كان مقاوما له".

<<  <  ج: ص:  >  >>