للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الصَّبِيِّ". قَالَ رَسُولُ اللهِ : "كَانَ نُوحٌ مَكَثَ فِي قَوْمِهِ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا يَدْعُوهُمْ إِلَى اللهِ حَتَّى كَانَ آخِرُ زَمَانِهِ غَرَسَ شَجَرَةً، فَعَظُمَتْ وَذَهَبَتْ كُلَّ مَذْهَبٍ، ثُمَّ قَطَعَهَا، ثُمَّ جَعَلَ لَعْمَلُ سَفِينَةً، فَيَسْخَرُونَ مِنْهُ، وَيَقُولُونَ: يَعْمَلُ سَفِينَةً في الْبَرِّ، فكَيْفَ تَجْرِي؟ فَيَقُول: سَوْفَ تَعْلَمُونَ. فَلَمَّا فَرَغَ مِنْهَا وَفَارَ التَّنُّورُ وَكَثُرَ الْمَاءُ فِي السِّكَكِ خَشِيَتْ أُمُّ الصَّبِىِّ عَلَيْهِ، وَكَانَتْ تُّحِبُّهُ حُبًّا شَدِيدًا، فَخَرَجَتْ إِلَى الْجَبَلِ حَتَّى بَلَغَتْ ثُلُثَهُ، فَلَمَّا بَلَغَهَا الْمَاءُ خَرَجَتْ بِهِ حَتَّى بَلَغَتْ ثُلُثَيِ الْجَبَلِ، فَلَمَّا بَلَغَهَا خَرَجَتْ حَتَّى اسْتَوَتْ عَلَى الْجَبَلِ، فَلَمَّا بَلَغَ الْمَاءُ رَقَبَتَهَا رَفَعَتْهُ بِيَدِهَا حَتَّى ذَهَبَ بِهِ الْمَاءُ، فَلَوْ رَحِمَ اللهُ مِنْهُمْ أَحَدًا لَرَحِمَ أُمَّ الصَّبِيِّ" (١). هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

٤٠٥٣ - أخبرني أَبُو سَعِيدٍ الْأَحْمَسِيُّ بِالْكُوفَةِ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ الرَّبِيعِ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ السُّلَمِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حسَّانَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ (٢)، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: جَمَعَ رَبُّنَا ﷿ لِنُوحٍ عِلْمَ الْمَاضِينَ كُلِّهِمْ وَأَيَّدَهُ بِرُوحٍ مِنْهُ، فَدَعَا قَوْمَهُ سِرًّا وَعَلَانِيَةً مِائَةٍ وَخَمْسِينَ (٣) سَنَةً، كُلَّمَا مَضَى قَرْنٌ اتَّبَعَهُ قَرْنٌ، فَزَادَهُمْ كُفْرًا وَطُغْيَانًا (٤).


(١) إتحاف المهرة (١٦/ ١٠٠٣ - ٢١٥٠٧)، وقد تقدم في التفسير (٣٣٤٧)، وقال الذهبي هناك: "قلت: إسناده مظلم، وموسى ليس بذاك".
(٢) هو: ابن محمد بن علي الباقر ابن الحسين بن علي بن أبي طالب، ومحمد بن حسان وابن أخيه الحسين بن علي، لم نقف لهما على ترجمة.
(٣) كذا في النسخ الخطية كلها، والتلخيص، وهو خطأ.
(٤) إتحاف المهرة (١١/ ٦١٧ - ١٤٧٤٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>