للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مُلْكًا عَظِيمًا، حَتَّى سَأَلوا أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى رَبِّهِمْ، فَقَالُوا: ﴿أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً﴾ (١). وَذَلِكَ حِينَ رَأَوْا مُوسَى كَلَّمَهُ رَبُّهُ وَسَمِعُوا، فَطَلَبُوا الرُّؤْيَةَ، وَكَانَ مُوسَى انْتَقَى خِيَارَهُمْ لِيَشْهَدُوا لَهُ عِنْدَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّ رَبَّهُ قَدْ كَلَّمَهُ، فَقَالُوا: لَنْ نَشْهَدَ لَكَ حَتَّى تُرِيَنَا اللهَ جَهْرَةً، فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ (٢).

٤١٥٠ - حدثنا عَلِيُّ بْن حَمْشَاذَ وَمُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، قالَا: ثنَا الحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ، ثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَنَا عَمَّارُ بْنُ أَبِي عَمَّارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ : "إِنَّ مَلَكَ الْمَوْتِ كَانَ يَأْتِي النَّاسَ عِيَانًا، فَأَتَى مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ، فَلَطَمَهُ مُوسَى فَفَقَأَ عَيْنَهُ فَعَرَجَ مَلَكُ الْمَوْتِ، فَقَالَ: يَا رَبِّ، عَبْدُكَ مُوسَى فَعَلَ بِي كَذَا وَكَذَا، وَلَوْلا كَرَامَتُهُ عَلَيْكَ لَشَقَقْتُ عَلَيْهِ. فَقَالَ اللهُ (٣): إِيتِ عَبْدِي مُوسَى فَخَيِّرْهُ بَيْنَ أَنْ يَضَعَ يَدَهُ عَلَى مَتْنِ ثَوْرٍ فَلَهُ بِكلِّ شَعْرَةٍ وَارَتْهَا كَفُّهُ سَنَةٌ وَبَيْنَ أَنْ يَمُوتَ الْآنَ. فَأَتَاهُ فَخَيَّرَهُ، فَقَالَ مُوسَى: فَمَا بَعْدَ ذَلِكَ؟ قَالَ: الْمَوْتُ. قَالَ: فَالآنَ إِذًا، فَشَمَّه شَمَّةً فَقَبَضَ رُوحَهُ، وَرَدَّ اللهُ عَلَيْهِ بَصَرَهُ (٤)، فَكَانَ بَعْدَ ذَلِكَ يَأْتِي النَّاسَ فِي خِفْيَةٍ" (٥).

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ (٦).


(١) (النساء: آية ١٥٣).
(٢) إتحاف المهرة (١٨/ ٤٧٠ - ٢٣٩٣٥)، وقد مر بنفس السند مختصرا برقم (٤١٣١).
(٣) في (و) و (ص): "فقال له".
(٤) في (و) و (ص): "ورد الله على ملك الموت بصره".
(٥) إتحاف المهرة (١٥/ ٤٢٩ - ١٩٦٣٥).
(٦) وأصل الحديث في الصحيحين من حديث عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة، وعن معمر عن همام عن أبي هريرة به بنحوه؛ البخاري في الجنائز (٢/ ٩٠) وأحاديث الأنبياء (٤/ ١٥٧)، ومسلم (٧/ ٩٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>