كتاب المستدرك على الصحيحين - ط المنهاج القويم

كتاب تواريخ المتقدمين من الأنبياء والمرسلين - ابتداء مرض رسول الله ﷺ - ج: 5 - ص: 458

كقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يَتْبَعُ أَوَّلُهَا أَخِرَهَا"، ثُمَّ قَالَ: "يَا أَبَا مُوَيْهِبَةَ، إِنَّ اللهَ خَيَّرَنِي أَنْ يُؤْتِيَنِي خَزَائِنَ الْأَرْضِ وَالْخُلْدَ فِيهَا وَالْجَنَّةَ وَبَيْنَ لِقَاءِ رَبِّي ﷿". فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، فَخُذْ مَفَاتِيحَ خَزَائِنِ الْأَرْضِ وَالْخُلْدَ فِيهَا ثُمَّ الْجَنَّةَ، قَالَ: "كَلَّا يَا أَبَا مُوَيْهِبَةَ، لَقَدِ اخْتَرْتُ لِقَاءَ رَبِّي ﷿"، ثُمَّ اسْتَغْفَرَ لِأَهْلِ الْبَقِيعِ، ثُمَّ انْصَرَفَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ بَدَأَهُ شَكْوَاهُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ ﷺ (١).

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ إِلَّا أَنَّهُ عَجَبٌ (٢) بِهَذَا الْإِسْنَادِ.

٤٤٣٠ - فقد حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ - مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ - ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ رَبِيعَةَ (٣)، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ أَبِي الْحَكَمِ (٤) عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ أَبِي مُوَيْهِبَةَ ﵃، عَنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ، نَحْوَهُ (٥).

٤٤٣١ - حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْجَارُودِ، حَدَّثَنِي الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنِي

---

(١) إتحاف المهرة (١٤/ ٣٨٤ - ١٧٨٤٨).
(٢) في (و) و (ص): "عجيب"، وقد عرفت الصواب فيه، وأنه يرويه عبد الله بن عمر العبلي عن عبد بن جبير، وقد وثقهما ابن حبان، لم يخرج لهما مسلم.
(٣) هو: عبد الله بن عمر بن عبد الله بن علي بن عدي بن ربيعة ابن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي أبو عدي القرشي العبشمي العبلي الشاعر، نسب إلى جده، وانظر ترجمته مطولة في تاريخ دمشق (٣١/ ٢٠٧).
(٤) في (ك): "عن ابن الحكم"، وفي (م): "عبيد بن عبد الحكم"، وكل ذلك تصحيف، إنما هر: عبيد مولى الحكم كما في الحديث السابق.
(٥) إتحاف المهرة (١٤/ ٣٨٤ - ١٧٨٤٨)، وقال الذهبي في التلخيص: "قلت: هذا أشبه، رواه أحمد في المسند"، وكلامه إشارة إلى ما في المسند (٢٥/ ٣٧٦).