للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَوَثَبَ عَمْرٌو، فَدَخَلَ عَلَى عُمَرَ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ عُمَرُ: مَا بَدَا لَكَ فِي هَذَا الِاسْمِ يَا ابْنَ الْعَاصِ؟ رَبِّي يَعْلَمُ لَتَخْرُجَنَّ مِمَّا قُلْتَ. قَالَ: إِنَّ لَبِيدَ بْنَ رَبِيعَةَ وَعَدِيَّ بْنَ حَاتِمٍ قَدِمَا، فَأَنَاخَا رَاحِلتَيْهِمَا بِفِنَاءِ الْمَسْجِدِ، ثُمَّ دَخَلَا عَلَيَّ، فَقَالَا لِي: اسْتَأْذِنْ لَنَا يَا عَمْرُو عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَهُمَا وَاللهِ أَصَابَا اسْمَكَ، نَحْنُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَنْتَ أَمِيرُنَا. قَالَ: فَمَضَى بِهِ الْكِتَابُ مِنْ يَوْمِئِذٍ.

قَالَ: وَكَانَتِ الشِّفَاءُ جَدَّةَ أَبِي بَكْرِ بْنِ سُلَيْمَانَ (١).

٤٥٢٩ - أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، ثَنَا سُفْيَانُ، ثَنَا أيُّوبُ الطَّائِيُّ (٢)، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ عُمَرُ الشَّامَ عَرَضَتْ لَهُ مَخَاضَةٌ فَنزَلَ عُمَرُ عَنْ بَعِيرِهِ، وَنَزَعَ خُفَّيْهِ أَوْ قَالَ: مُوقَيْهِ، وَأَخَذَ بِخِطَامِ رَاحِلَتِهِ، ثُمَّ خَاضَ الْمَخَاضَةَ، فَقَالَ لَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ: لَقَدْ فَعَلْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فِعْلًا عَظِيمًا عِنْدَ أَهْلِ الْأَرْضِ، نَزَعْتَ خُفَّيْكَ، وَقُدْتَ رَاحِلَتَكَ، وَخُضْتَ الْمَخَاضَةَ. قَالَ: فَصَكَّ عُمَرُ بِيَدِهِ فِي صَدْرِ أَبِي عُبَيْدَةَ، فَقَالَ: أَوَّهْ، لَوْ غَيْرُكَ يَقُولُهَا يَا أَبَا عُبَيْدَةَ، أَنْتُمْ كُنْتُمْ أَقَلَّ النَّاسِ، وَأَذَلَّ النَّاسِ، فَأَعَزَّكُمُ اللهُ بِالْإِسْلَامِ، فَمَهْمَا تَطْلُبُوا الْعِزَّ بِغَيْرِهِ يُذِلُّكُمُ اللهُ تَعَالَى (٣).


(١) إتحاف المهرة (١٢/ ٤٣٠ - ١٥٨٩٣)، وقال الذهبي في التلخيص: "قلت: صحيح".
(٢) هو: أيوب بن عائذ بن مدلج الطائي.
(٣) إتحاف المهرة (١٢/ ٢٠٤ - ١٥٤١٥)، ونقر ابن الملقن في مختصر استدراك الذهبي عنه (٣/ ١٢٢٠): "قال: صحيح. قلت: قيس بن مسلم تركوه" ولم يعلق عليه الحاكم هنا ولا اعترض عليه الذهبي!، فالظاهر أنه انتقال نظر إلى الحديث التالي الذي =

<<  <  ج: ص:  >  >>