للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حِسْلِ بْنِ جَابِرِ أَبُ حُذَيْفَةَ، وَثَابِتُ بْن وَقْشِ بْنِ [زَعُورَاءَ] (١) فِي الْآطَامِ مَعَ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ - وَهُمَا شَيْخَانِ كَبِيرَانِ -: لَا أَبَا لَكَ، مَا نَنْتَظِرُ، فَوَاللهِ مَا بَقِيَ لِوَاحِدٍ مِنَّا مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا ظِمْءِ [حِمَارٍ] (٢)، إِنَّمَا نَحْنُ هَامَةُ الْيَوْمِ (٣)، أَلَا نَأْخُذُ أَسْيَافَنَا، ثُمَّ نَلْحَق بِرَسُولِ اللهِ ، فَدَخَلَا فِي الْمُسْلِمِينَ وَلَا يَعْلَمُونَ بِهِمَا، فَأَمَّا ثَابِتُ بْن وَقْشٍ، فَقَتَلَهُ الْمُشْرِكُونَ، وَأَمَّا أَبُو حُذَيْفَةَ فَاخْتَلَفَتْ عَلَيْهِ أَسْيَافُ الْمُسْلِمِينَ، فَقَتَلُوهُ وَلَا يَعْرِفُوهُ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: أَبِي أَبِي، فَقَالُوا: وَاللهِ إِنْ عَرَفْنَاهُ، وَصُدِّقوا، فَقَالَ حُديْفَةُ: ﴿يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾ (٤)، فَأَرَادَ رَسُولُ اللهِ أَنْ يَدِيَهُ، فَتَصَدَّقَ بِهِ حُذَيْفَةُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، فَزَادَهُ ذَلِكَ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ (٥).

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

* * *


(١) في النسخ الخطية كلها: "عوراء"، والمثبت من مصادر ترجمته، ومصادر تخريج الحديث.
(٢) ما بين المعقوفين ساقط من النسخ الخطية كلها، والمثبت من التلخيص، قال ابن الأثير في النهاية (٣/ ١٦٢): "والظمء بالكسر: ما بين الوردين، وهو حبس الإبل عن الماء إلى غاية الورد، والجمع: الأظماء، وفي حديث بعضهم: "حين لم يبق من عمري إلا ظمء حمار"، أي شيء يسير، وإنما خص الحمار لأنه أقل الدواب صبرا عن الماء".
(٣) كذا في (ص) والتلخيص، وفي سائر النسخ: "هامة القوم"، وقال الزبيدي في تاج العروس (٣٤/ ١٣٣): "وهو هامة اليوم أو غد، أي: مشف على الموت".
(٤) (يوسف: آية ٩٢).
(٥) إتحاف المهرة (١٣/ ١٥٣ - ١٦٥٢٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>