للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قتَلَ عَمَّارًا أَبُو غَادِيَةَ الْمُزَنِيُّ، طَعَنَهُ بِرُمْحٍ فَسَقَطَ، وَكَانَ يَوْمَئِذٍ يُقَاتِلُ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً، فَلَمَّا وَقَعَ كَبَّ عَلَيْهِ رَجُلٌ آخَرُ فَاحْتَزَّ رَأْسَهُ، فَأَقْبَلَا يَخْتَصِمَانِ كِلَيْهِمَا يَقُولُ: أَنَا قَتَلْتُهُ. فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: وَاللهِ إِنْ يَخْتَصِمَانِ إِلَّا فِي النَّارِ. فَسَمِعَهَا مِنْهُ مُعَاوِيَةُ، فَلَمَّا انْصَرَفَ الرَّجُلَانِ قَالَ مُعَاوِيَةُ لِعَمْرٍو: مَا رَأَيْتُ (١) مِثْلَ مَا صَنَعْتَ، قَوْمٌ بَذَلُوا أَنْفُسَهُمْ دُونَنَا، تَقُولُ لَهُمَا: إِنَّكُمَا تَخْتَصِمَانِ فِي النَّارِ. فَقَالَ عَمْرٌو: هُوَ وَاللهِ ذَاكَ، وَاللهِ إِنَّكَ لَتَعْلَمُهُ، وَلَوَدِدْتُ أَنِّي مُتُّ قَبْلَ هَذَا بِعِشْرِينَ سَنَةً (٢).

٥٧٦٩ - قال ابْنُ عُمَرَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَوْنٍ (٣)، قَالَ: أَقْبَلَ عَمَّارٌ وَهُوَ ابْنُ إِحْدَى وَتِسْعِينَ سَنَةً، وَكَانَ أَقْدَمَ فِي الْمِيلَادِ مِنْ رَسُولِ اللهِ ، وَكَانَ أَقْبَلَ إِلَيْهِ ثَلَاثَة نَفَرٍ: عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ الْجُهَنِيُّ، وَعُمَرُ (٤) بْنُ الْحَارِثِ الْخَوْلَانِيُّ، وَشَرِيكُ بْنُ سَلَمَةَ فَانْتَهَوْا إِلَيْهِ جَمِيعًا، وَهُوَ يَقُولُ: وَاللهِ لَوْ ضَرَبْتُمُونَا حَتَّى تَبْلُغُوا بِنَا سَعَفَاتِ هَجَرَ، لَعَلِمْنَا أَنَّا عَلَى الْحَقِّ وَأَنْتُمْ عَلَى الْبَاطِلِ. فَحَمَلُوا عَلَيْهِ جَمِيعًا فَقَتَلُوهُ، وَزَعَمَ بَعْضُ النَّاسِ أَنَّ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ هُوَ الَّذِي قَتَلَهُ، وَيُقَالُ: بَلْ قَتَلَهُ عُمَرُ بْنُ الْحَارِثِ الْخَوْلَانِيُّ (٥).

قَالَ ابْنُ عُمَرَ: وَالَّذِي أُجْمِعَ عَلَيْهِ فِي عَمَّارٍ أَنَّهُ قُتِلَ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ بِصفِّينَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ، وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً، وَدُفِنَ


(١) في (ك): "رأيته".
(٢) إتحاف المهرة (٤/ ٤٣١ - ٤٤٩٠)، وسيأتي طرفه في مناقب خزيمة (٥٨١٠).
(٣) في (م): "عن ابن عون".
(٤) في (ك): "وعمرو".
(٥) لم نجده في أصل الإتحاف، واستدركه المحقق في الحاشية (١٩/ ٢١٠ - ١).

<<  <  ج: ص:  >  >>