للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هِشَامِ بْنِ الْعَاصِ. قَالَ: فَلَمْ تَزَلْ هَذِهِ الدَّارُ صَدَقَةً قَائِمَةً (١)، فِيهَا وَلَدُهُ يَسْكُنُونَ وَيُؤَاجِرُونَ وَيَأْخُذُونَ عَلَيْهَا حَتَّى كَانَ زَمَنُ أَبِي جَعْفَرٍ (٢). (٣)

٦٢٨٠ - قال مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَأَخْبَرَنِي أَبِي (٤)، عَنْ يَحْيَى بْنِ عِمْرَانَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ الْأَرْقَمِ، قَالَ: إِنِّي لَأَعْلَمُ الْيَوْمَ الَّذِي وَقَعَ فِي نَفْسِ أَبِي جَعْفَرٍ (٥)؛ إِنَّهُ يَسْعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ فِي حَجَّةٍ حَجَّهَا وَنَحْنُ عَلَى ظَهْرِ الدَّارِ، فَيَمُرُّ تَحْتَنَا، لَوْ أَشَاءُ أَنْ آخُذَ قَلَنْسُوَتَهُ لَأَخَذْتُهَا، وَإِنَّهُ لَيَنْظُرُ إِلَيْنَا مِنْ حِينِ يَهْبِطُ الْوَادِيَ حَتَّى يَصْعَدَ إِلَى الصَّفَا، فَلَمَّا خَرَجَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَسَنٍ بِالْمَدِينَةِ كَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ الْأَرْقَمِ مِمَّنْ بَايَعَهُ (٦) وَلَمْ يَخْرُجْ مَعَهُ، فَتَعَلَّقَ عَلَيْهِ أَبُو جَعْفَرٍ بِذَلِكَ، فَكَتَبَ إِلَى عَامِلِهِ بِالْمَدِينَةِ أَنْ يَحْبِسَهُ وَيَطْرَحَهُ فِي الْحَدِيدِ، ثُمَّ بَعَثَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ يُقَالُ لَهُ: شِهَابُ بْنُ عَبْدِ رَبٍّ، وَكَتَبَ مَعَهُ إِلَى عَامِلِهِ بِالْمَدِينَةِ أَنْ يَفْعَلَ مَا يَأْمُرُهُ، فَدَخَلَ شِهَابٌ عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ الْحَبْسَ وَهُوَ شَيْخٌ كَبِيرٌ ابْنُ بضْعٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً وَقَدْ ضَجِرَ فِي الْحَدِيدِ وَالْحَبْسِ، فَقَالَ: هَلْ لَكَ أَنْ أُخَلِّصَكَ مِمَّا أَنْتَ فِيهِ وَتَبِيعُنِي دَارَ الْأَرْقَمِ؟ فَإِنَّ


(١) في (و): "قائمًا".
(٢) في النسخ الخطية كلها: "زمن أبي حفص"، والمثبت من التلخيص، وطبقات ابن سعد.
(٣) إتحاف المهرة (١/ ٢٧٤ - ١٣٦).
(٤) كذا: "محمد بن عمر أخبرني أبي" وليس المراد قطعًا: الواقدي عن أبيه، والصواب أن الواقدي يروي عن محمد بن عمران، يعني ابن هند بن عبد الله بن عثمان عن أبيه، كما في طبقات ابن سعد.
(٥) في النسخ الخطية كلها: "أبي حفص"، والمثبت من التلخيص.
(٦) في النسخ الخطية كلها: "من بايعه"، وفوق "من" في (ز) ضبة، وفي التلخيص والطبقات على الصواب.

<<  <  ج: ص:  >  >>