للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَسْتَأْمِرَهُمْ، وَأَنَا أَخَافُ أَنْ يَظْهَرَ مِنْكَ شَيْءٌ، فَيَعْلَمَ أَبِي فَيَقْتُلَ الْقَوْمَ فَيَكُونَ هَلَاكُهُمْ عَلَى يَدِي. قَالَ: قُلْتُ: لَنْ يَظْهَرَ مِنِّي ذَلِكَ فَاسْتَأْمِرْهُمْ، فَأَتَاهُمْ فَقَالَ: غُلَامٌ عِنْدِي يَتِيمٌ فَأَحَبَّ أَنْ يَأْتِيَكُمْ وَيَسْمَعَ كَلَامَكُمْ، قَالُوا: إِنْ كُنْتَ تَثِقُ بِهِ، قَالَ: أَرْجُو أَنْ لَا يَجِيءَ مِنْهُ إِلَّا مَا أُحِبُّ، قَالُوا: فَجِيْءَ بِهِ، فَقَالَ لِي: قَدِ اسْتأْذَنْتُ الْقَوْمَ (١) فِي أَنْ (٢) تَجِيءَ مَعِي، فَإِذَا كَانَتِ السَّاعَةُ الَّتِي رَأَيْتَنِي أَخْرُجُ فِيهَا فَأْتِنِي، وَلَا يَعْلَمُ بِكَ أَحَدٌ؛ فَإِنَّ أَبِي إِنْ (٣) عَلِمَ بِهِمْ قَتَلَهُمْ. قَالَ: فَلَمَّا كَانَتِ السَّاعَةُ الَّتِي يَخْرُجُ تَبِعْتُهُ فَصَعِد الْجَبَلَ، فَانْتَهَيْنَا إِلَيْهِمْ، فَإِذَا هُمْ فِي (٤) بِرْطِيلِهِمْ. قَالَ: عَلَيَّ وَأُرَاهُ قَالَ: وَهُمْ سِتَّةٌ أَوْ سَبْعَةٌ (٥)، قَالَ: وَكَأنَّ الرُّوحُ قَدْ خَرَجَ مِنْهُمْ مِنَ الْعِبَادَةِ، يَصُومُونَ النَّهَارَ، وَيَقُومُونَ اللَّيْلَ، وَيَأْكُلُونَ الشَّجَرَ (٦) مَا وَجَدُوا، فَقَعَدْنَا إِلَيْهِمْ، فَأَثْنَى [ابْنُ] (٧) الدِّهْقَانِ عَلَيَّ خَيْرًا، فَتَكَلَّمُوا، فَحَمِدُوا اللهَ، وَأَثْنَوْا عَلَيْهِ، وَذَكَرُوا مَنْ مَضَى مِنَ الرُّسُلِ وَالْأَنْبِيَاءِ حَتَّى خَلَصُوا إِلَى ذِكْرِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِ (٨) السَّلَامُ، فَقَالُوا: بَعَثَ اللهُ عِيسَى (٩) رَسُولًا،


(١) قوله: "القوم" غير موجود في (م).
(٢) في (و): "أنه".
(٣) في (و): "إذا".
(٤) في (و): "فإذا في" وضرب عليها.
(٥) في (و): "وتسعة".
(٦) في (ك): "السحر" بالسين المهملة، وفي (م): "عند الشجر"، وسيأتي بعد قليل: "ونأكل الشجر وما أصبنا".
(٧) ما بين المعقوفين ساقط من النسخ الخطية كلها، والمثبت من الدلائل.
(٨) في (م): "عليهما".
(٩) في (م): ""، وسقطت لفظة "السلام" من (و).

<<  <  ج: ص:  >  >>