للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لِي: خُذْ جَرَّتَكَ هَذِهِ (١) وَانْطَلِقْ، فَخَرَجْتُ مَعَهُ أَتْبَعُهُ حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ، فَإِذَا هُمْ قَدْ خَرَجُوا مِنْ تِلْكَ الْجِبَالِ يَنْتَظِرُونَ خُرُوجَهُ، فَقَعَدُوا وَعَادَ في حَدِيثِهِ نَحْوَ الْمَرَّةِ الْأُولَى، فَقَالَ: الْزَمُوا هَذَا الدِّينَ وَلَا تَفَرَّقُوا، ذِكْرَ اللهِ (٢) وَاعلَمُوا أَنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ (٣) كَانَ عَبْدًا للهِ (٤)، أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ ذَكَرَنِي، فَقَالُوا لَهُ: يَا فُلَانُ، كَيْفَ وَجَدْتَ هَذَا الْغُلَامَ؟ فَأثْنَى عَلَيَّ، وَقَالَ خَيْرًا: فَحَمِدُوا اللهَ، وَإِذَا خُبْزٌ كَثِيرٌ، وَمَاءٌ كَثِيرٌ فَأَخَذُوا، وَجَعَلَ الرَّجُلُ يَأْخُذُ مَا يَكْتَفِي بِهِ، وَفَعَلْتُ، فتَفَرَّقُوا فِي تِلْكَ الْجِبَالِ، وَرَجَعَ إِلَى كَهْفِهِ وَرَجَعْتُ مَعَهُ، فَلَبِثْنَا مَا شَاءَ اللهُ، يَخْرُجُ فِي كُلِّ يَوْمِ أَحَدٍ وَيَخْرُجُونَ مَعَهُ وَيَحُفُّونَ بِهِ (٥) وَيُوصِيهِمْ بِمَا كَانَ يُوصِيهِمْ بِهِ، فَخَرَجَ فِي أَحَدٍ، فَلمَّا اجْتَمَعُوا حَمِدَ اللهَ (٦) وَوَعَظَهُمْ، وَقَالَ مِثْلَ مَا كَانَ يَقُولُ لَهُمْ، ثُمَّ قَالَ لَهُمْ آخِرَ ذَلِكَ: يَا هَؤُلَاءِ إِنَّهُ قَدْ كَبِرَ سِنِّي، وَرَقَّ عَظْمِي، وَاقْترَبَ (٧) أَجَلِي، وَإِنَّهُ لَا عَهْدَ لِي بِهَذَا الْبَيْتِ مُنْذُ كَذَا وَكَذَا، وَلَا بُدَّ مِنْ إِتْيَانِهِ فَاسْتَوْصُوا بِهَذَا الْغُلَامِ خَيْرًا، فَإِنِّي رَأَيْتُهُ لَا بَأْسَ بِهِ، قَالَ: فَجَزِعَ الْقَوْمُ فَمَا رَأَيْتُ مِثْلَ جَزَعِهِمْ، وَقَالُوا: يَا فُلَانُ، أَنْتَ كَبِيرٌ وَأَنْتَ وَحْدَكَ، وَلَا نَأْمَنُ أَنْ


(١) قوله: "هذه" غير موجود (م).
(٢) كذا في جميع النسخ، والمعنى: الزموا ذكر الله، وفي دلائل النبوة: "واتقوا الله".
(٣) في (م): "عليهما الصلاة والسلام".
(٤) لفظ الجلالة غير موجود في (و).
(٥) قوله: "به" غير موجود في (ك).
(٦) في (و): "فيخرج في .... فلما اجتمعوا حمدوا الله".
(٧) في (م) و (ك): "فاقترب".

<<  <  ج: ص:  >  >>